كشف الباحث الاقتصادي منار العبيدي، أن العراق سيحتاج إلى موازنة تصل إلى 300 تريليون دينار في عام 2024 من أجل خفض معدل الفقر إلى 5%، مشيرا إلى أن الموازنة الحالية البالغة 160 تريليون دينار لم تتمكن من تقليل نسبة الفقر عن 17%.
وأوضح، أن استمرار الإنتاج وأسعار النفط الحالية قد يرفع معدل الفقر إلى 84% بحلول عام 2040.
ووفقا للتعداد العام الصادر عن وزارة التخطيط، فإن عدد سكان العراق بلغ 46 مليون نسمة، مع معدل نمو سنوي يصل إلى 2.53%، ما يعني زيادة سنوية تتجاوز مليون شخص.
وتوقع العبيدي أن يصل عدد السكان إلى أكثر من 50 مليون نسمة في عام 2030، وقد يتجاوز 70 مليونا في 2040، مما يشكل تحديًا كبيرًا للبنية التحتية والاقتصاد.
وأشار العبيدي إلى، أن "المشكلة لا تكمن فقط في أسعار النفط أو التوترات السياسية، بل في النمو الديموغرافي المتسارع، حيث إن موازنة العراق الحالية غير كافية لخفض معدل الفقر.
ومع ارتفاع عدد السكان، فإن الوصول إلى معدل فقر أقل من 5% في 2040 سيتطلب موازنة تفوق 300 تريليون دينار، وهو ما يستوجب تصدير 12.5 مليون برميل نفط يوميًا في ظل التوقعات بوصول سعر البرميل إلى 50 دولارا".
وحذر العبيدي من أن استمرار الأوضاع الحالية، مع ثبات مستويات الإنتاج والإيرادات، قد يرفع معدلات الفقر إلى 23% بحلول 2030، بينما قد تصل إلى 84% في 2040 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية.
وأكد أن العراق يواجه "قنبلة موقوتة" تتطلب تدخلاً عاجلًا عبر توعية المجتمع بأهمية تقليل معدل النمو السكاني، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز الإيرادات الحكومية، وإلا فإن البلاد قد تنزلق إلى أزمات تشابه ما تعانيه بعض الدول الإفريقية، مع انتشار الفقر، والجريمة، والصراعات القبلية، والمجاعات.
اضف تعليق