سجل العراق قفزة نوعية في تركيبته السكانية، حيث كشف مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، مهدي العلاق، عن ارتفاع نسبة السكان النشطين اقتصاديًا إلى 60.4% لأول مرة في تاريخ البلاد، معتبرًا هذا التحول بمثابة "فرصة ذهبية" لدفع عجلة التنمية، لكنه حذّر من مخاطر تحويلها إلى عبء اقتصادي إذا لم تُستثمر بالشكل الصحيح.

ووفقاً للوكالة الرسمية، أوضح العلاق أن نتائج التعداد العام للسكان أظهرت تغيّراً واضحاً في التركيبة العمرية، في حين بقيت نسب الذكور والإناث متقاربة، ما يعزز مصداقية بيانات التعداد.

وأضاف أن "عدد الذكور يقترب من عدد الإناث أو يزيد عليه قليلاً، وهي سمة ديموغرافية تُضفي شفافية على النتائج وتؤكد دقتها".

وأشار العلاق إلى، أن ارتفاع نسبة الفئة العمرية بين 15 و64 عامًا، وهي الفئة النشطة اقتصاديًا، يمثل نقطة تحوّل مهمة، حيث أصبح 60% من السكان قادرين على إعالة 40% منهم، في سابقة هي الأولى في تاريخ العراق.

لكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن "عدم استثمار هذه الهبة الديموغرافية بشكل فعّال قد يحوّلها إلى عبء ثقيل على الاقتصاد الوطني".

وتفتح هذه الأرقام الباب واسعًا أمام صناع القرار في العراق لإعادة تقييم السياسات الاقتصادية والتشغيلية، مع التركيز على خلق فرص عمل حقيقية واستثمار طاقات الشباب، لتفادي تحوّل هذه النسبة الإيجابية إلى أزمة اقتصادية محتملة.


م.ال

اضف تعليق