كشف الدكتور رياض المسعودي، النائب السابق في مجلس النواب العراقي، اليوم السبت، أن مدينة كربلاء المقدسة تُعاني من تدهور واضح في مقوماتها البيئية والزراعية، نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي، وسوء إدارة الاستثمار، والتوسع العمران العشوائي على حساب المساحات الخضراء.
وقال المسعودي خلال مداخلة في ملتقى النبأ للحوار: إن "السياحة في كربلاء أصبحت فعلًا من الماضي، باستثناء الزيارات الدينية التي باتت أشبه بالواجبات منها إلى النشاطات الاقتصادية أو الترفيهية ذات الأثر المستدام، أما الاستثمار، فهو اليوم أقرب إلى استحواذ على أراضي الدولة من قِبل جهات محددة، دون أن يُتاح لباقي المستثمرين أو لأبناء المحافظة حق الدخول والمنافسة."
وأشار إلى أن "الاستثمار السكني حوّل كربلاء إلى ما يُشبه الجزيرة البشرية والجزيرة الكونكريتية، في مشهد شوه ملامح المدينة التي كانت يومًا تُضرب بها الأمثال في الاستقرار والبيئة النظيفة وتنوّع الزراعة."
وتابع المسعودي: "هل يعلم أهالي كربلاء الكرام أن الأراضي الزراعية المروية لم يتبقَ منها سوى 40٪ فقط؟ وهل يعلمون أن مشروع ري الكمالية سيحوّل حوالي 10 آلاف دونم من أفضل الأراضي الزراعية إلى أغراض غير زراعية؟ هذه أرقام صادمة تستدعي الوقوف الجاد."
وأضاف متسائلا: "أين السيد المحافظ، وأين رئيس مجلس المحافظة وأعضاء مجلس النواب من هذا التحول الخطير؟ كيف سُمح بتحويل خيرة الأحياء السكنية إلى محلات ومولات ومخازن، وكلها عبارة عن تجاوزات واضحة دون محاسبة؟"
كما انتقد المسعودي المشاريع العمرانية غير المدروسة بقوله: "حتى الدوارات التي يتباهى بها البعض، ساهمت في تدمير رئة كربلاء، وبيئتها الراقية، وأدت إلى تهجير سكان أراضيها الزراعية لصالح مشاريع شكلية لا تنسجم مع حاجة المدينة الحقيقية."
وختم تصريحه بالتأكيد على ضرورة إطلاق خطة إنقاذ عاجلة، تشمل إعادة تقييم المشاريع الاستثمارية، وضمان حماية ما تبقى من الأراضي الزراعية، إلى جانب إعادة الاعتبار لدور كربلاء كمدينة بيئية وثقافية وروحية فريدة.
ع.ع
اضف تعليق