قدم الاستاذ في كلية التربية بجامعة المنوفية في مصر محمد زيدان، قراءة في كتاب "فقه الاقتصاد" للسيد محمد الشيرازي بعنوان (الاقتصاد ودورة في حياة الفرد والمجتمع).
وقال زيدان، إن "الحديث عن الاقتصاد في رأي الكثير من الباحثين وصنّاع القرار حديث شامل، يتعدى الأفكار الاقتصادية البحتة، كأن يصبح مرآة للواقع الإنساني، ليس لأنه يشمل النشاط الإنساني كله، وليس لأنه السبب المباشر في رفاهية الإنسان أو تعاسته، وإنما لأنه مقياس لتحضر الفكر الإنساني، لأن الحضارة تحولت من طورها النظري، الذي يعتمد على مجرد الأفكار وتطبيقاتها على الفرد، إلى الطور العملي، والذي تقاس فيه حياة الإنسان بكم الآلات التي يتعامل معها، وبحدودية الأرقام التي تؤثر في حياته، أو لا تؤثر لأنه برغم من ذلك".
واضاف، "إلا أن ثمة مجتمعات تعود إلى الوراء بشكل لافت، في كل ما يمس حياة الإنسان، هذه العودة ليست مجردة الملامح، لكنها تحمل في طياتها عودة عن المبادرة والقيم والأخلاق الإنسانية، والفطرية التي أوجدها، إلى عصور قادمة من الفساد والتخلف الاقتصاديين".
وبين زيدان، "لا يمكن أن نعود إلى مجتمع البداوة، والمداواة بالعشب، والجر بالمواشي السيارة، بعد أن ارتقى العالم منازل الفلك، وبدأ يبني في المستعمرات الفضائية، تمهيداً لغزو الفضاء بالبشر العاديين". مشيرا الى، ان "في ظل هذا الانفتاح يمكن للاقتصاد إلا أن يمسّ حياة الإنسان بشكل مباشر على نحو خاص".
وتابع، "هذا ما جعل كاتب (فقه الاقتصاد) محمد الشيرازي، في كتابه هذا الذي وزع فيه الأًصول والنظريات والفلسفات العربية وغير العربية على مجموعة من القيم الإنسانية التي تشد الفرد إلى مزيد من التحضر، وإلى مزيد من إثبات ذاته تحقيقاً لمبدأ إعمار الأرض بالطرق القويمة التي أرادها الله".
ولفت زيدان الى، إن "أسلوب المؤلف في الشرح والتفسير والتأويل، والمراجعة والمقاربة وبلغة علمية أحياناً وأدبية أحياناً، جعلني أربط بين سفر آخر في بعض ما جاء فيه، وهو سفر (فقه الحقوق)، والذي لا يقل مكانة وقوة من سفر (فقه الاقتصاد)، بل إن رأيي أنه يكمله، ويرسخ المبادئ التي جاءت فيه".
واوضح إن "ربط المفهوم الاقتصادي بمفاهيم العدالة الاجتماعية والحقوق الإنسانية جعل قيمة المنظور الاقتصادي أعلى من وضع تصور اقتصادي بحت ليس له امتدادات أفقية ورأسية، وبالتالي يكون منبتاً عن جذوره، أو ليس له جذور على الإطلاق". لافتا الى "هذا ما فطن إليه المؤلف محمد الشيرازي في تأدية الدور الفكري أولاً، ثم العملي ثانياً، وحول المفاهيم إلى أدوات والأدوات إلى وقائع، والوقائع إلى آليات عمل محددة".
واكد الاستاذ في جامعة المنوفية، ان "هذه التصورات يحتاج إليها المجتمع بشكل لافت في ما هو قادم عليه، أمام واقع إنساني أليم، استبدّ التجار بأفراده والمحتكرون بغلاله حتى أصبحنا نتقدم إلى البداوة بعد أن كنا نفرّ منها".
اضف تعليق