استمرت أسعار النفط الخام في تسجيل خسائر ملحوظة لليوم الثاني على التوالي، الثلاثاء؛ وسط تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.
بفعل استمرار البنوك المركزية في تشديد السياسة النقدية، وبخاصة مع احتمالية رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس باجتماع السياسة النقدية غدا، وهو ما سيضعف الطلب على النفط بالأسواق.
كما يعود التراجع أيضًا إلى ثبات صادرات النفط الروسية، رغم ارتفاعها في أبريل/نيسان الماضي؛ حيث أكدت مصادر أن تحميل النفط من الموانئ الغربية الروسية في أبريل/نيسان 2023 سيكون الأعلى منذ 2019، إذ سيتجاوز 2.4 مليون برميل يوميا، على الرغم من تعهد موسكو بخفض الإنتاج. كما زادت موسكو إمدادات الوقود إلى تركيا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
وعلى صعيد تعاملات اليوم، سجلت العقود الفورية لخام برنت انخفاضا بنسبة 0.59% ووصلت إلى 78.84 دولارا للبرميل، وفي الوقت ذاته، تراجعت العقود الفورية لخام غرب تكساس الأمريكي بنحو 0.78% وسجل نحو 75.16 دولارا للبرميل.
فيما تراجعت أسعار العقود الآجلة بنحو دولارين، ليسجل خام برنت 76.62 دولار للبرميل، والخام الأمريكي الخفيف 72.92 دولار للبرميل.
وفق "رويترز"، وجدت أسعار النفط الخام ضغوطا هبوطية خلال تعاملات اليوم، وسط تزايد المخاوف من احتمالية تعرض الاقتصاد الأمريكي لركود، في ظل استمرار تشديد الفيدرالي الأمريكي السياسة النقدية، حيث من المتوقع أن يرفع سعر الفائدة مرة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس باجتماع غدا، وهذا قد يؤدي لتزايد تباطؤ النمو الاقتصادي داخل الولايات المتحدة والتي تعتبر من كبار مستهلكي النفط الخام، وهو ما سيضعف الطلب على النفط الخام، ومن ثم سينعكس سلبا على أسعار النفط الخام.
وأيضا، نجد أن أسعار النفط الخام استمرت في الانخفاض بشكل ملحوظ خلال تداولات اليوم، بفعل المخاوف المنتشرة بشأن تفاقم الأزمة المصرفية، بالإضافة إلى الآثار الناجمة عن انهيار ثالث بنك أمريكي، والتي ستؤثر على الاقتصاد الأمريكي، مما سيضعف من الطلب على النفط الخام، وهذا سيدفع أسعار النفط الخام إلى للانخفاض خلال التعاملات.
ومن ناحية أخرى، وجدت أسعار النفط الخام بعض الدعم حال دون انهيارها خلال تداولات اليوم، بفضل توقعات صندوق النقد الدولي لاقتصاد الصين والتي تعد ثاني أكبر مستورد لخام النفط بالعالم، حيث رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد الصين بنسبة 5.2%، موضحا بأن إعادة فتح الاقتصاد الصيني سيكون محوريا بالنسبة للمنطقة الآسيوية، متوقعة بأن بتوسع اقتصاد آسيا بنسبة 4.6% هذا العام، مما يساهم بنحو 70% من النمو العالمي، وهذا رفع آمال المستثمرين بشأن احتمالية تعافي الطلب على النفط من قبل الصين، بما يدعم مستويات أسعار النفط الخام بالأسواق
اضف تعليق