برزت الأعمال اليدوية التي يصنعها نزلاء السجون العراقية، كجزء من جناح وزارة العدل في معرض ‏بغداد الدولي، حيث عكست هذه المعروضات مهارات فنية وحرفية اكتسبها النزلاء من خلال برامج ‏تأهيلية وتدريبية تهدف إلى تطوير قدراتهم وإعادة دمجهم في المجتمع‎.‎

وقالت مديرة قسم التأهيل والتدريب والتشغيل في دائرة الإصلاح العراقية، حنان موحي: إن "الأعمال المعروضة في جناح ‏وزارة العدل هي نتاج دورات تدريبية مكثفة يخضع لها النزلاء، وليست جزءاً من برامج تشغيلية، والهدف منها هو تطوير ‏المهارات الحرفية والفنية للنزلاء وتعزيز التفكير الإيجابي لديهم لتجنب العودة إلى السلوك الإجرامي بعد الإفراج عنهم‎".‎

وأضافت: "رغم وجود قانون ينظم تشغيل النزلاء، إلا أن تطبيقه يتطلب صدور تعليمات تنفيذية، وقد حققت وزارة العدل تقدماً ‏ملحوظاً في هذا الجانب خلال عام 2024، وستعمل هذا العام على تنفيذ أن يكون هنالك مردود مادي للنزلاء عن نتاجهم ‏وأعمالهم"، مشيرة إلى أن "الوزارة تسعى هذا العام لاستكمال هذه الجهود عن طريق تحديد نقاط بيع مخصصة لعرض وبيع ‏منتجات النزلاء مما يسهم في تحفيزهم على تطوير مهاراتهم وتوفير مصدر دخل لهم"، مؤكدة أن "السجون تمتلك قاعدة صناعية ‏قوية لا تحتاج إلى البدء من الصفر‎".‎

وتابعت: "النزلاء أنفسهم اكتسبوا خبرات عملية قيمة خلال فترة تدريبهم، مما يعزز فرصهم في إيجاد فرص عمل حقيقية بعد ‏انقضاء محكوميتهم"، لافتة الى أننا " نقوم بجرد الأعمال التي نتسلمها من كل سجن على حدة، ثم نعيدها إلى السجن بعد توثيقها. ‏هذا لأن تعليمات قانون تشغيل النزلاء لم تُنفذ بالكامل بعد ومعروضاتنا متنوعة، تشمل منتجات من هذا العام وأخرى من العام ‏الماضي، وتعكس لمسات إنسانية مستوحاة من تأثر النزلاء بالأخبار التي يشاهدونها عبر شاشات التلفزيون المتوفرة في قاعات ‏السجون، والتي تعرض القنوات الرسمية والقنوات الرياضية إذ يتمكنون من معرفة كل ما يدور حولهم وعلى أساسها يقومون ‏بصنع أعمالهم‎".‎

وأكملت، أن "الأحكام التي يقضيها النزلاء تختلف حسب القضايا، وتسعى الحكومة إلى ترتيب فقرات قانونية تخفف من الأحكام ‏بما يتناسب مع مدى التزام النزلاء بتعليمات القوانين"، موضحة أنه "بالنسبة للأعداد، سنبدأ بتنفيذ برامج تدريبية جديدة مع ‏النزلاء، تتضمن دورات تؤهلهم للحصول على قروض من وزارتي الشباب والرياضة والعدل، لاستفادة النزلاء منها‎". ‎

ونوهت، بأن "هذه الدورات تُسهم في تقليص مدة العقوبة للنزلاء، حيث يمكن للنزيل أن يستحق إطلاق سراح مشروط بعد قضاء ‏ثلاثة أرباع مدة محكوميته إذا أظهر تفوقاً في التدريب والتزاماً بالسلوك الحسن. وزير العدل يشدد على أهمية تطبيق مبادئ ‏حقوق الإنسان، ولهذا الغرض، تعمل لجان مختصة على تعزيز هذه الفقرة وتطويرها"، مشيرة الى أن "مدد أحكام النزلاء ‏تتراوح بين الأحكام الخفيفة التي تقل عن خمس سنوات، والأحكام المشددة التي قد تصل إلى السجن المؤبد أو أكثر، وفقاً لطبيعة ‏الجرائم المرتكبة مثل السرقات، الجرائم المنظمة، والإرهاب، والاتجار بالبشر‎".‎

وأردفت، أننا "نسعى دائما لاستخراج الجانب الإيجابي من النزلاء من خلال برامج تدريبية تُسهم في تهذيب الفكر والسلوك. ‏المشاركة في هذه الورش اختيارية، إلا أن العديد من النزلاء يظهرون رغبة حقيقية في الاستفادة منها. نحن على استعداد لتلبية ‏هذه الرغبات فوراً من خلال جدولة الدورات وتقسيمها بما يتناسب مع احتياجات الجميع"، مؤكدة أن "دائرة الإصلاح العامة ‏تضع خطة سنوية شاملة لجميع السجون، حيث يتم استهداف دورات محددة مثل الخياطة في سجون معينة لمدة ثلاثة أشهر، مع ‏فتح باب التسجيل للراغبين، ويتم تحديد سعة القاعات التي قد تستوعب خمسين نزيلًا أو أكثر، وبناءً عليها يتم تحديد العدد ‏السنوي للدورات وتوزيعها على مدار العام، تشمل هذه الدورات مجالات متنوعة مثل النجارة، الحدادة، تصليح السيارات، ‏والمهن الحرفية الأخرى‎".‎

واختتمت حديثها، بأن " الوزارة تحرص على توفير كوادر مؤهلة مثل المعلمين المهنيين، المدربين، المعلمين الرياضيين، ‏والمدربين الحرفيين. كما نستعين بكوادر من وزارات أخرى مخولة بالتدريب ومنح شهادات رسمية يستفيد منها النزيل بعد ‏إطلاق سراحه، مثل وزارة التعليم العالي، وزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، التي توفر برامج تعليمية تشمل محو الأمية ‏والتعليم الجامعي، يوجد 19 مركزاً لمحو الأمية، و6 مدارس للتعليم المسرع، بالإضافة إلى مركزين للتعليم الجامعي‎".‎


المصدر: وكالة الانباء العراقية

اضف تعليق