أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، الثلاثاء، أن وفداً تجارياً أميركياً كبيراً يمثل 60 شركة يزور العراق هذا الأسبوع لتعزيز التعاون الاقتصادي مع القطاع الخاص في البلاد، بحسب وكالة فرانس برس.

وتأتي المهمة التي تستمر ثلاثة أيام، والتي بدأت يوم الاثنين، في وقت متوتر بالنسبة للأسواق العالمية، مع تزايد المخاوف من حدوث ركود دولي في أعقاب التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 39 في المائة على الواردات العراقية.

وقالت السفارة الأميركية، إن الوفد الذي يضم 101 ممثلا من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والرعاية الصحية، يمثل أكبر بعثة تجارية أميركية إلى العراق في تاريخ غرفة التجارة الأميركية.

ونشرت البعثة الأميركية على موقع X (تويتر سابقاً)، أن "هذه الشراكة ستعزز التعاون الاقتصادي طويل الأمد"، معلنة عن توقيع مذكرة تفاهم محورية يوم الاثنين بين غرفة التجارة الأميركية واتحاد غرف التجارة العراقية.

في ظل سعي العراق لإنعاش اقتصاده وجذب الاستثمارات الدولية، تُمثل هذه الزيارة خطوةً مهمةً إلى الأمام.

ووفقًا لمكتب الممثل التجاري الأمريكي في العراق، بلغ حجم التجارة الثنائية في السلع 9.1 مليار دولار أمريكي في عام 2024.

وبلغت الصادرات الأمريكية إلى العراق 1.7 مليار دولار أمريكي، بينما بلغ إجمالي الواردات - وخاصةً النفط - 7.4 مليار دولار أمريكي.

خلال الزيارة، من المتوقع أن يوقع العراق اتفاقيةً تاريخيةً مع شركة جنرال إلكتريك لبناء محطة طاقة عالية الكفاءة.

وصرح فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للسياسة الخارجية، بأن الاتفاقية تعكس استراتيجية بغداد الأوسع نطاقًا لتقليل الاعتماد على واردات الطاقة الإيرانية، التي تُمثل حاليًا حوالي ثلث احتياجات البلاد من الكهرباء.

كثيراً ما أدى انقطاع إمدادات الغاز غير المتوقع من طهران إلى تفاقم أزمة الكهرباء في العراق، لا سيما خلال أشهر الصيف.

وقد أكدت بغداد مراراً وتكراراً على ضرورة تنويع مصادر الطاقة وتحديث بنيتها التحتية لتحقيق أمن الطاقة.

وفي العام الماضي، أثناء زيارة رئيس الوزراء السوداني إلى واشنطن، وقعت الدولتان عدة مذكرات تفاهم في قطاع الطاقة، بما في ذلك اتفاقية الصيانة مع شركة جنرال إلكتريك للمساعدة في استقرار شبكة الكهرباء العراقية المتعثرة.

يسعى العراق جاهدًا لتجاوز عقود من الحرب والصراع الطائفي وعدم الاستقرار السياسي التي أعقبت عملية تحرير العراق بقيادة الولايات المتحدة عام ٢٠٠٣.

ويُنظر إلى التنمية الاقتصادية والشراكات الدولية، مثل هذه البعثة التجارية التاريخية، على أنها ركائز أساسية في مسيرة العراق نحو الاستقرار والنمو على المدى الطويل.

اضف تعليق