عزا المستشار العمراني ثائر الفيلي الخسائر التي لحقت بانفجار الكرادة وتسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا نتيجة الاهمال الفني والهندسي للجهات المسؤولة (البلدية) لافتا الى ان غايات "تقليل تكاليف البناء (طمعا بأرباح مالية اكثر) كانت السبب الرئيسي في عدم توفير شروط السلامة العامة ووقوع عدد كبير من الضحايا".
وكشف الفيلي عن جملة الاخطاء المعمارية والهندسية جعلت من الحادث الاعنف على مدى سلسلة التفجيرات اليومية التي تشهدها العاصمة، منها تم تصميم البناية بشكل ساذج ولم تراعى فيه تناسب الحركة (حركة الناس في طوابق المبنى) (Traffic Impact) مع كمية ونوع مخارج الطواريء في حالات الحريق والحالات المشابهه. وعدم وجود مناطق آمنة في التصميم (BufferZone) يتم فيها اختباء الناس لحين وصول فرق الإنقاذ، وهذا واضح من خلال شهادات جميع الناجين من الحادث.
واضاف الفيلي بحسب تقرير هندسي شارك به عدد من الخبراء في مجال التنمية العمرانية لعدم وجود أنظمة إطفاء الحريق (Sprinkler System) والذي يطلب في جميع أنحاء العالم منذ عشرات السنين في المباني العامة.
وتم ذلك لغرض تخفيض التكاليف (حتى ولو أدى الىً زهق ارواح الناس) لاسيما عدم وجود أبواب (Fire Exit) الخاصة والتي عادة ما يتم فتحها من الداخل الى الخارج بعتلة عرضية في اثناء الحالات الطارئة. وقد لا حظنا ان بعض الأبواب للمخارج كانت مقفلة بوجه الضحايا.
وتابع : ان نوعية الأبواب في جميع المباني العامة وفي جميع دول العالم يجب ان تكون من النوع المقاوم للحريق (Fire Check Doors) ومنها لمدة نصف ساعة، ومنها لمدة ساعة كأملة (Half Hour Check - One Hour Check) وتصمم من قبل مهندس متخصص بالامن والسلامة (او استشاري معماري له خبره بذلك) Safety Engineer, وتحتسب فيه أزمان ودقائق مسير الحريق ومنافذ الخروج . الأبواب الموجودة في هذا المبنىً (وفي اكثر مباني بغداد للأسف من النوع العادي المستخدم في البيوت وبدون مقاومة للحريق بسبب رخص ثمنها وعدم وجود ثقافة عامة بذلك وعدم وجود رقابة.
واشار الى ان "المواد المستخدمة في تغليف المبنى (Cladding) من الداخل ومن الخارج من النوع القابل للاشتعال (Flammable Product) لرخص ثمنها، وهي عادة ممنوع استعمالها في المباني العامة وهي التي ساعدت على احداث حريق كبير بهذا الشكل المخيف، بدلا عن مواد تغليف غير قابلة للاشتعال (SelfExtinguisher Product)، وتتحمل الجهات الرقابية (البلدية) المسؤولية الكبرى في ذلك.
وتابع الفيلي ان "مخازن ومحلات عرض المواد القابلة للاشتعال (مثل العطور، الألعاب البلاستيكية، الملابس ...... الخ) لم تكن مهيئة بأحكام بمنع وصول نار الحرائق لها، وهي التي ساعدت كذلك على اشتعال الحرائق كما شاهدنا.
منوها الى ان قلة عدد طفايات الحريق النظامية (fire Cylinder) في المبنى وعدم ثلاحية بعضها للعمل كما أكد جميع الناجين من الحريق. وبموجب قانون السلامة يجب فحص هذه الطفايات (حسب النوع) بين فترة واُخرى والتاكد من سلامتها وعملها من قبل الأجهزة الخاصة او شركة تتحمل المسؤولية.
وركز الفيلي على عدم وصول سيارات الاطفاء والدفاع المدني لموقع الحادث بالوقت المناسب وتأخر جميع السيارات لحين التهام الحريق معظم المبنى بعد ان تم حصر الناس في وسط المبنى مما أدى الى قتلهم خنقا قبل ان تلتهمهم النار.
وشهدت منطقة الكاردة ببغداد لانفجار الاسبوع الملضي وصف الاعنف وراح ضحيتة اكثر من 300 شخص بين شهيد وجريح. انتهى/خ.
اضف تعليق