صدر حديثا عن دار بانيقيا للطباعة والنشر، كتاب "ما وراء الطف" للكاتب والباحث الاسلامي غفار عفراوي، يتناول الكتاب عرضاً مركزاً وشاملاً لما يعرف بوقعة الطف، أو معركة كربلاء، وما رافقها وتبعها من أحداث وحوادث، وحوارات وخطب، ونقاشات وقرارات، وتحضيرات ما قبل المعركة إلى حين توجه الإمام الحسين عليه السلام إلى أرض كربلاء مصطحباً عياله ونساءه وإخوته وأبناءه الصغار حتى الرضيع منهم.
يقع الكتاب في 270 صفحة من القطع الوزيري بقياس 17سم في 24 سم وطبع على نفقه مجموعة من الموالين على حد تعبير الهوية التعريفية للكتاب وتقوم شركة العارف للأعمال بتوزيع الكتاب في بيروت والعراق بمكاتب دار العارف في النجف الاشرف والكتاب منتشر في المكتبات في بغداد والنجف الاشرف وكربلاء والناصرية والديوانية والمثنى وغيرها.
يعمد الكاتب عفراوي إلى طرح العديد من التساؤلات والأفكار في الكتاب خروجًا عن النمط التاريخي السردي لفضاءات رحبة من المقارنات والمقاربات التاريخية لأحداث ووقائع مشابهة، تؤكد وجهة نظر الكاتب في أسباب الإخفاق والنهوض.
وتم تقسيم محتويات الكتاب الى اربعة فصول، حيث كان الفصل الاول يُعرّف الامام الحسين ويزيد ويبحث في حياة الشخصيتين، أما الفصل الثاني فكان عنوانه "مطارحات على ضفاف الطف" وفيه مناقشات عديدة لقضايا تاريخية قبل واثناء وبعد الواقعة . ومن أمثلتها رد الامام الحسين عليه السلام على معاوية حين طلب البيعة ليزيد، ودور الامام الحسن في التمهيد لثورة الحسين، وجواب عن السبب الحقيقي لثورة الحسين ، وهل كان هناك عرس يوم واقعة الطف، وما السر في ان يكون الحسين سيد الشهداء ، وما حكمة وجود قبر الحسين في العراق... اضافة الى عدد من الاجابات والردود المهمة لقرارات واحداث وملابسات رافقت الواقعة ومازالت لحد الان.
واما الفصل الثالث فكان عنوانه "الامام السجاد والسيدة زينب وزارة اعلام الطف" وفيه تم الاجابة عن سيرة السيدة زينب عليها السلام ، وكيف استطاعت انقاذ ابن اخيها السجاد، ودورهما المؤثر بعد الفاجعة الاليمة من خلال الخطب التي القياها في الكوفة والشام.
وجاء اخيرا الفصل الرابع بعنوان شذرات ما نظم في الامام الحسين وتم عرض ثلاث قصائد للشعراء دعبل الخزاعي وابن العرندس وشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، وتم الاستعانة بأكثر من خمسون مصدر في تأليف هذا الكتاب.
يقول الكاتب غفار عفراوي في مقدمة كتابه "جاء اسم الكتاب (ما وراء الطف) لأنه لم يكن بحثاً تاريخياً، ولا تحليلاً فكرياً أو سيكولوجياً، ولا نقداً أدبياً، وإنّما كان يبحث عن ما وراء كل تلك الأمور مجتمعة، مع إيجاد أجوبة متنوعة، وكشف أسرار، وسبر أغوار".
ويضيف عفراوي "نحن نعلم أن تاريخ الإسلام عموماً والقضية الحسينية بشكل خاص لم تُكتب بأيدٍ أمينة ومخلصة، بل إنّها كانت في ركاب الحكومات الظالمة، التي دائماً ما تعمل على طمس الحقائق التي تمس سمعتها وتاريخها الأسود".
وتابع "جعلت الكتاب بصورة سؤال وجواب، لا أدّعي أنني استطعت وضع كلّ النقاطِ على الحروف؛ فأنا مجرد كاتب وباحث عن الحقائق وجد ضالته أخيراً بالتوجُّه إلى قضايا الإسلام المهمة، بعد أن أمضيتُ وقتاً طويلاً وسنين عديدةً بكتابة الموضوعات السياسية والأدبية والثقافية".
وختم عفراوي بالقول "أسأل الله ان يجد الكتاب رضا الله تعالى، ويلاقي القبول من أهل بيت نبيه عليهم السلام، ويحظى بالنجاح في الدنيا، لكي استمر بسلسلة (ما وراء) التي أنوي فيها كتابة مؤلفات أخرى بنفس السياق ونفس النهج، لتُخصّص عن قضايا مهمة في تاريخ أهل البيت عليهم السلام، فإن بقيت الحياة ستكون كتبي القادمة تحت أسماء (ما وراء السقيفة) و (ما وراء الصلح) و(ما وراء المهدي المنتظر) وغيرها".
سماحة العلامة الدكتور محمد صادق الكرباسي المشرف على المركز الحسيني للدراسات في لندن قدم للكتاب بكلمة مهمة قال في ختامها: ان "هذا العنوان المثار لهذا الموضوع المختار "ما وراء الطف"، نتمنى أن يفي صاحبه القدير بولائه المفعم وبفكره الملهم بأن يجد طريقه الى تلك القلوب النيرة والعقول المبهرة سائلا المولى أن يسدد خطاه وينتفع بذلك قبل وبعد مثواه، انه تعالى نعم المولى ونعم النصير".
المؤلف غفار عفراوي من مواليد بغداد 1970 ويحمل شهادة البكالوريوس في اللغة الانجليزية وعضو نقابة الصحفيين العراقيين وعضو اتحاد الصحفيين العراقيين ورئيس مؤسسة ناس للثقافة والتنمية الفكرية وعمل مسؤولا اعلاميا في العديد من منظمات المجتمع المدني ونشرت له المئات من المقالات الصحفية في الصحف وشبكة الانترنت.
اضف تعليق