نسمع عن قصص نجاح يحقّقها تلاميذ وطلاب من أبناء المهاجرين القُدامى والجُدد رُغم الصعوبات التي تواجهها العائلات عند الإنتقال من بلدانهم الى بلدان الهجرة واللجوء، ومعظم هذه العائلات تحمل معها سلاح الإصرار والعزم على تنشأت أولادهم على حب النجاح وعلى الإندماج في مجتمعهم الجديد الذي فتح لهم أبواباً مختلفة لبدايات موفقة.
الطالبة العراقية (حسناء ناظم جبار) نالت مؤخّراً شهادة الماجستير في الصيدلة من جامعة (أوبسالا) في السويد، والتي تُعد من أعرق الجامعات الأوربية من حيث المتانة العلمية، ونال بحث الطالبة حسناء المرتبة الأولى على الجامعة من بين ثلاثة وسبعين بحثاً.
وتقول حسناء إن "طلب العلم لا يتقيّد بلغة معينة أو مجتمع معين، فمنذ بداية مسيرتي الدراسية في السويد كان لي الإصرار على أن أجيد اللغة السويدية بطلاقة، لكي أستطيع أن أحقق طموحي وأن لا أرضى بنجاح عادي فقط، لذلك ثابرت على أن أكون من المتفوّقين دائماً ومن أصحاب المراتب الأولى".
إستطاعت (حسناء) من بين عشرات الطلبة، أن تحظى بإعجاب وتقدير مسؤولي الجامعة عبر بحث علمي تقدّمت به في مادة الكيمياء الصيدلانية، يُمكن الإستفادة منه في البحوث الطبية نظراً لأهميته.
وتضيف في هذا الإطار إنها "قامت بتصنيع مادة كيميائية تُساعد على الكشف عن السترويدات العصبية في الدماغ، وهذه تُعتبر أداة قد تُستخدم مستقبلاً في البحوث المتعلقة بأمراض عدّة كمرض الباركنسون والزهايمر".
وتؤكد حسناء على إن "أهم أدوات النجاح في أي مجتمع جديد هو تعلّم لغة أهلها، مُعتبرة أن ذلك ساهم في نجاحها الدراسي، إذ أن اللغة تجعلك أقرب الى ذاك المجتمع وناسه، وتلعب دوراً كبيراً في تعزيز الإندماج فيه".
وتوجّه حسناء في هذا الصدد نصيحة لكل القادمين الجُدد الى السويد من لاجئين ومهاجرين بـ "ضرورة تعلّم اللغة السويدية كشرط من شروط النجاح "مضيفة إن "نجاحي لا ينتهي هنا، فأنا لا أزال في بداية مشواري، وسأكمل دراساتي العليا وسأكون دائماً من أوائل المتفوّقين".انتهى/س
اضف تعليق