ذهب أمجد عبد سالم المصور الصحفي ليؤدي واجبه المهني بعد أن احتدمت المعارك في جزيرة الخالدية غرب العاصمة بغداد، وعند اقترابه من مكان المواجهة مع داعش سقطت عدة قذائف هاون انفجرت واحدة منها قربه ومزقت ساقيه، وقام الأطباء ببترهما للأسف، نقل الجنود أمجد الى عدة مشاف قريبة، ففي الخالدية لم يتم علاجه، وقام طبيب في الصقلاوية ببترهما، ثم نقل الى مدينة الطب في بغداد، ومنها الى مستشفى متخصص في كربلاء.
هو الآن في المستشفى بعد أن أنقذ الأطباء حياته، والمفاجأة السارة إن أهل الفتاة التي كان يريد الزواج بها لم يكونوا موافقين على الخطبة، لكنهم جاءوا ببنتهم الى المستشفى، وتم عقد قرانهما هناك، وهي بادرة إنسانية وأخلاقية تشير الى نوع الهمة والروح التي لدى هذه الأسرة. كانت رافضة له وهو في تمام القوة والحضور والتأثير، لكنها قبلت به بعد بتر ساقيه.
الزميل هادي جلو مرعي رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية أشاد بهذه العائلة الكريمة التي قدمت الى المستشفى الذي يعالج فيه الزميل أمجد عبد سالم وما بدر منها من موقف نبيل ومشرف وأضاف.
روح الإيثار حين تتحرك فهي تملأ المكان بالنور وتدفع بالناس ليعرفوا أن الحياة لا يمكن أن تموت، وإن الإخلاص والتضحية والصبر قيم ستكون حاضرة على الدوام خاصة في أيام المحن والإبتلاءات.
المرأة العراقية يمكن لها أن تكون رمزا خالدا كما فعلت نسوة في الجنوب وفي الغربية حين واجهن الشر والإرهاب، وحين أبدعن وقدمن عطاءات في الفن والطب والهندسة والأدب والدين، ومنهن من دفعت حياتها ثمنا، ولم تعبأ، أو تستكن، أو تتراجع وهي ترى الظلم يكبر ويتعملق ويطغى، وقاومت حتى النهاية فصارت رمزا للحرية. انتهى/خ.
اضف تعليق