زار وفد علمي من كربلاء المقدسة سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في بيته الكريم بمدينة قم المقدسة.
وقال مكتب سماحة المرجع في بيان تلقته وكالة النبأ للاخبار انه "في السادس عشر من شهر ذي القعدة الحرام1437للهجرة (20/8/2016م)، قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وفد من الشخصيات العلمية من مدينة كربلاء المقدّسة، ضمّ رئيس جامعة كربلاء المقدّسة الأستاذ منير حميد السعدي، ومساعد رئيس الجامعة الدكتور قيس السلمان، وذلك في بيت سماحته المكرّم بمدينة قم المقدّسة.
واكد سماحته انه، لا يولد العظماء وهم عظماء، بل يولدون كسائر الناس، ولكن هم يصنعون العظمة لأنفسهم بأنفسهم. فالعظمة لا تُباع ولا تُشترى بل تُصنع.
وبيّن سماحته: إنّ أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه، كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو خالد وحيّاً منذ أربعة عشر قرناً، وسيبقى كذلك إلى ألوف القرون. علماً أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وآله الألوف من الأصحاب، ولكن لم يبقى منهم خالداً وحيّاً إلاّ القليل والقليل كأمثال أبي ذر رضوان الله عليه.
وأضاف سماحته: إنّ الله تعالى جعل أرض كربلاء أرضاً عظيمة، وهكذا ترابها. وهكذا يجب أن يكون أهل كربلاء، وبالأخصّ شباب كربلاء. وهذا يتمّ بأيدي أمثالكم. فاسعوا إلى تربيتهم بالقول والعمل. فكربلاء خرّجت الكثير من العظماء، وهكذا يجب أن تكون الآن. ومسؤوليتكم في هذا الخصوص مسؤولية كبيرة.
قال أحد الفضلاء: وفي حديث كربلاء والكعبة... لكربلاء بان عُلُوّ الرُتبة
وقال الدكتور منير حميد: سماحة السيد، قال أحد الإنجليزين حول معنى كربلاء: (أن كربلاء لها معنيين: الأول هو الكرب والبلاء. والثاني وجدته في كتب التاريخ قبل الإسلام، ان كربلاء جاءت من (قرب الله)، أي ان هذه الأرض قريبة إلى الله سبحانه وتعالى، وبما أنه لا يوجد في الإنجليزية حرف القاف فاستبدل مكانه حرف الكاف.
وأضاف رئيس جامعة كربلاء المقدّسة، قائلاً: سماحة السيد، حول الأمانة العلمية والأخلاقية في جامعة كربلاء، أقول: نحن في الجامعة لا نقبل ولا نتعاون في أن نتجاوز عن أو على القيم. بلى الجانب العلمي عزيز وكريم ونحن حريصون عليه، ولكن في الوقت نفسه حريصون على القيم أيضاً. فنلاحظ (نراعي) الأخلاق والحجاب والتعاون وغيرها من مثل ذلك. ولكن الشباب بحاجة إلى توجيه وتذكير، وهذا ما نأمله من توجيهاتكم، وتوجيهات باقي المراجع، وتوجيهات الأساتذة، لكي تصبّ في مرضاة الله تعالى، إن شاء الله.
فقال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: قبل فترة زارني أحد الشخصيات العلمية، وهو من أفغانستان ولكن مقيماً في إحدى الدول الأوروبية. فقال لي: لقد تغيّرت بسبب مواقف رأيتها في كثير من المواطن والأماكن، ولكن التغيير الذي حصل لي في كربلاء كان كبيراً جدّاً، وأثره كبير جدّاً أيضاً. فخلال زيارتي لمدينة كربلاء المقدّسة، كنت أقود سيارة، فاصطدمت بسيارة كان يقودها شاب كربلائي. فنزلت من السيارة واعتذرت له وقلت له كم أعطيك من المال لترميم وتعمير السيارة؟ فقال الشاب: لا شيء. قلت له لماذا، فأنا على استعداد لكي أعطيك أي مبلغ تطلبه؟ فقال الشاب: أبداً، لأنك، من زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه.
وعقّب سماحته مشدّداً بقوله: مثل هذه التربية مهمّة جدّاً. فاسعوا إلى تربية الشباب لكي يكونوا في المستقبل شخصيات بالعراق، كأن يكونوا أساتذة أو وزراء أو محامين أو كتّاب، وغير ذلك. ولتكن التربية هي التربية القولية والتربية العملية.
نعم هذا أمر صعب، ولكن يسهل بالعزم.
وفي نهاية اللقاء، قال رئيس جامعة كربلاء الأستاذ السعدي: سماحة السيد، نحن سعداء جدّاً بتشرّفنا بلقائكم، ونفتخر بزيارتكم، ونلتمس منكم الدعاء.
وقال سماحته دام ظله: بعد سلامي لمولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، ولسيدنا العباس سلام الله عليه، سلامي للأساتذة بالجامعة وللطلبة جميعاً، ودعائي لكم ولهم. وأسأل الله تعالى أن يكون الجميع عند مسؤوليتهم، متمنّياً لكم الموفقية.انتهى/س
اضف تعليق