أقامت حوزة كربلاء المقدسة ـ مدرسة العلامة الشيخ أحمد بن فهد الحلي رحمه الله ـ مؤتمرها التبليغي السادس عشر تحت شعار: "المنبر الحسيني: أصالة وتجديد"، بمناسبة قرب حلول شهر الأحزان والآلام شهر محرم الحرام 1438 هجرية، بحضور العديد من العلماء والفضلاء وخطباء المنبر الحسيني المبارك وطلبة العلوم الدينية.
المؤتمر أقيم صبيحة يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام 1437 هجرية، وقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة بصوت الشيخ مقداد عبد الرضا، ومن ثم ابتدأت فقرات المؤتمر.
أولى فقرات المؤتمر كانت كلمة الافتتاح وقد ألقاها سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري مبيناً ابتداءً أهمية الخدمة الحسينية وتنظيمها بشكل دقيق وان هذه المؤتمرات التي تعقد تهدف الى بعث العمل وتكثيفه في هذا الصدد.
ومن ثم أكد على أهمية أن يجِّسد المبلغ الأخلاق الإسلامية حيث رسول الله صلى الله عليه واله وهو الأسوة والقدوة جاء في قمتها بشهادة الله تعالى قال عز وجل: (وانك لعلى خلق عظيم)، وكذا على المبلغ والداعي الى قضية سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ان يقتفي خطوات الإمام عليه السلام في الإصلاح، وهو ذاته منهج القرآن العظيم، فكل من الكتاب العزيز وسيد الشهداء عليه السلام ـ كونه الإمام المنصب من قبل الله والمفترض الطاعة ـ لم ولن يفترقا، ولعل بعض الحوادث التاريخية التي أسفرت عنها واقعة كربلاء العظيمة تنبؤ بهذا المعنى فقد قرأ الرأس الشريفة لسيد الشهداء عليه السلام القرآن، وفي هذا معان عدة في مقدمتها التنبيه على عدم الافتراق بين الإمام والكتاب فهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه واله وكذا التنبيه على أهمية التزام كتاب الله العزيز فينبغي على المبلغ الحسيني الانطلاق منهما في الإصلاح الاجتماعي العام.
ومن ثم بحث في بعض المضامين العالية التي مثلتها السيرة العطرة للإمام الحسين عليه السلام وكنموذج لذلك ذكر دعاء عرفة باعتباره متضمن لفنون الدعوات والمناجاة الخالصة لله تعالى.
كذلك أكد على ضرورة استلهام الحقائق من واقعة كربلاء وما جرى يوم عاشوراء، وإنها من الأهمية بمكان بحيث ان الله تعالى عرضها على الأنبياء فكانوا يستلهمون منها حقائق عالية ويقتبسون من سيد الشهداء عليه السلام دروس الكمال ومنهاج الوصول إلى الله سبحانه.
بعد ذلك استعرض بعض الأمثلة التي وصلت الى الدرجات العالية بسرعة بفضل الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء منهم النصراني، والعبد، والعثماني الهوى، فأصبحوا بعد واقعة كربلاء أولياء الله وأحبائه وأودائه، فحري بالداعي الى الإمام الحسين ان يقتدي به أولاً ليستطع قيادة الناس الى منهاج سيد الشهداء فيبلغ بهم الدرجات الرفيعة الرحبة.
ثاني كلمات المؤتمر، كانت كلمة سماحة العلامة السيد محمد باقر الفالي، أكد على أهمية العمل التبليغي، وان المبلغ وهو من طلبة العلوم الدينية قطعا ستوجه له العديد من الأسئلة فعليه الإجابة العلمية الدقيقة وان لا يستحي ان يقول لا اعلم ان لم يكن يعلم، فمن المعيب بل المحرّم ان يفتي الناس بما لا يعلم وليحذر الله الرقيب.
كما ونبه على أهمية نقل المعلومة الموثقة من المصادر المعتبرة الصحيحة والمختصة، وان يبتعد عن المعلومات التي لم تتأكد صحتها أو تلك التي لا فائدة للمجتمع من طرحها.
ومن الأمور التي أكد عليها كذلك ضرورة الاهتمام باللغة العربية لاسيما عند نقل الشواهد القرآنية والأحاديث الشريفة والشعر العربي وكذا أهمية اختيار المواضيع والعناوين الصحيحة المتلائمة ومستوى المتلقي، وان يبتعد الخطيب عن طرح الأمور الغريبة، وان يطرح الأبحاث بإخلاص وبما فيه الدعوة الحق الى الله ورسوله والى أهل البيت عليهم السلام فإن الإمام المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو صاحب العزاء واقعاً وهو حاضر دائما فليحسن الخطيب خطابته فهو مسؤول عن كل كلمة يلقها الى الناس، وقد ذكر خلال البحث بعض الشواهد والقصص الواقعية لكلامه.
ثالث كلمات المؤتمر كانت كلمة سماحة آية الله السيد الإمامي الجزائري حيث بحث من خلالها ركيزتي المنبر الحسيني ـ كما بينها ـ الأولى: بيان معارف أهل البيت عليهم السلام، والثانية حول ركيزة البكاء والإبكاء.
فتحدث حول الركيزة الأولى مؤكداً ان المنبر الحسيني يعني رسالة سيد الشهداء وان المبلغ هو داعية الى النهضة الحسينية وقضيتها العادلة، فينبغي ان لا يبتعد الخطيب كثيرا عن هذه القضية المحورية، وان يكون له اطلاع واسع على الآيات القرآنية والروايات الشريفة المتحدثة حول معارف عليه البيت عليهم السلام وان يقوم من خلالها بالدعوة الى سيد الشهداء عليه السلام.
وأكد كذلك على ان المجالس الحسينية في الأصل خصصت للنهضة الحسينية وما يحيط بها لا لشيء آخر، فعلى الخطيب من خلالها بيان الحق وتعاليم الدين العظيم.
أما الركيزة الثانية وهي شعيرة البكاء والإبكاء فعلى المبلغ ان يجيد طريقة الإبكاء بمستوى عالي، بمعنى ان يختص بذلك، وان لم يستطع فعليه الانتماء الى المهاد المتخصصة وهي بكثرة اليوم كي يعطي للمنبر حقه منها.
ومن ثم اعترض على البعض من المشككين بهذه الركيزة المهمة، مقررا ان هذا التشكيك وقد جاء بعد ثبوت الاستحباب الأكيد من قبل أهل البيت عليهم السلام هو نوع من عدم التسليم لرسول الله صلى الله عليه واله وقد أمر الله سبحانه بالتسليم للرسول وبكل ما يجيء به، وان الأئمة الأطهار هو امتداد لرسول الله صلى الله عليه واله بأمر الله عز وجل.
والجدير بالذكر ان المؤتمر شهد تغطية إعلامية من قبل بعض الفضائيات كفضائية الإمام الحسين عليه السلام والمواقع الاكترونية.انتهى/س
اضف تعليق