امتثالاً لتوجيهات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في تجنيد الطاقات لمواصلة حركة الشعائر الحسينية المقدسة وتوسيع دائرتها التي تمثل مدرسة التربية الأخلاقية ومنبعاً لوقود الجهاد ضد الجهل والإرهاب والفساد الإداري والتخلف عقد جمع من شيوخ وعشائر العراق الصامد مؤتمر العشائر والشعائر السنوي الثاني تحت شعار: "الحسين رمز السلام الإنساني الخالد" في مدينة كربلاء المقدسة.
المؤتمر عقد عصر يوم الجمعة الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام 1437 هجرية في مضيف قبيلة آل چباس ـ بني حسن، وقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة تلاها القارئ الشاب محمد رضا الصراف ومن ثم كلمة افتتاح المؤتمر ألقاها الشيخ عادل مكي آل ياسين ـ شيخ عشيرة آل چباس ـ مرحباً بالضيوف الكرام مؤكداً أهمية إحياء الشعائر الحسينية ومضاعفة الجهود في تعظيمها.
بعد ذلك ألقى كلمة مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله سماحة العلامة الحجة الشيخ ناصر الأسدي مستمدها من قوله عزّ وجلّ: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) سورة الأنفال، الآية: 24.
فعقّب مبيناً ان مدرسة عاشوراء في واقعها مدرسة لتربية الأجيال، بما امتازت به من دورس وعبر وتضحية ليس لها نظير في التاريخ، لأجل الحفاظ على الدين الإسلامي الحقيقي حيث هو قائم على أسس ثلاثة:
الأول: العقيدة الإسلامية بما تتضمن من أصول وأركان ـ التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد ـ حيث طغاة بني أمية أرادوا تحريفها وتمثل ذلك بقول معاوية بن أبي سفيان لعنه الله: "لا والله إلا دفناً دفنا، لا والله إلا سحقاً سحقاً".
الثاني: الأحكام الفقهية الصحيحة، لا سيما في الحكم الإسلامي الشرعي القائم على أساس التنصيب الإلهي، والطغاة أرادوا تغيير ذلك وجعل الحكم وراثة فضلاً عن سلسلة طويلة من البدع التي ادخلوها في الإسلام فنهض سيد الشهداء عليه السلام لمواجهتها وتقويم ما اعوج منها، فبين للمسلمين بل للناس كافة ان الطغاة أحلّوا حرام الله وحرموا حلاله واستأثروا بالفيء أي الفساد المالي والإداري كما يشهد العراق اليوم نظيره.
الثالث: الأخلاق الإسلامية، قال رسول الله صلى الله عليه واله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالدين الإسلامي الحقيقي باعث نحو الأخلاق العالية بعيد عن المفاسد الأخلاقية، الا انها وبسبب ابتعاد الطغاة عن الدين انتشرت حتى في البلاد المقدسة أي مكة والمدينة.
الإمام الحسين عليه السلام نهض ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر طالبا للإصلاح في أمة جده المصطفى صلى الله عليه واله، فينبغي علينا اليوم السير على خطاه واقتفاء أثره، وان في تعظيم شعائره إحياء ومواصلة لنهضته الجبارة العظيمة لأجل الإصلاح في كل أزمنة الحياة وفي كل البلاد، فالنهضة الحسينية المقدسة نهضة حياة للأمة يجب على كل عاقل إتباعها.
ثالث فقرات المؤتمر كلمة السيد أحمد شريف الياسري تحدث عبرها حول أهمية إحياء الشعائر الحسينية وتعظيمها ففي ذلك إنهاض الأمة وتسييرها على خطى الثورة الحسينية العظيمة.
كذلك ألقى الحاج حسين نجل المرحوم الشاعر كاظم منظور الكربلائي قصيدة بالمناسبة، ومن ثم ألقى الدكتور علي عبد الفتاح كلمة نثرية بالمناسبة.انتهى/س
اضف تعليق