عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية، في كربلاء المقدسة، حلقته النقاشية الشهرية المُتلفزة تحت عنوان (عراق ما بعد تحرير الموصل)، وذلك في قاعة جمعية المودّة والإزدهار في المحافظة بحضور نُخبة من الأكاديميين في الجامعات والباحثين في مراكز البحوث والدراسات والمُهتمين بالشأن العراقي وعدد من الصُحفيين والإعلاميين.
وقال مدير المركز الدكتور خالد العرداوي لمراسل وكالة النبأ للأخبار إن "المركز إستضاف في حلقته النقاشية المُتلفزة لهذا الشهر رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية المحلل السياسي الدكتور واثق الهاشمي، لتقديم ورقته البحثية التي حملت عنوان (عراق ما بعد تحرير الموصل) ومُناقشتها مع عدد من الأكاديميين والباحثين والاختصاصيين بشؤون العراق والإرهاب".
من جانبه قال الهاشمي "تناولت في ورقتي البحثية موضوع خطير ألا وهو العراق ما بعد تحرير الموصل، إذ تمّ التحدّث عن جميع الأوضاع التي يمر بها البلد وخصوصاً الموصل ومنها الوضع العسكري والإستراتيجي والإنساني والإجتماعي للمدينة".
مضيفاً "هُناك فرصة مناسبة ومهمّة جداً لما طرح في الحلقة النقاشية من إغناء للفكر ودلالة على الحرص وعلى الوطنية لبناء عراق جديد من قبل جميع الحاضرين".
وبيّن الهاشمي إن "إستراتيجية ما بعد تحرير الموصل، وكما هو معروف لدى الدول التي تدخل حرب يوجد لديها خطتين (أ- ب)، الخطة (أ) هي للإنتصار لكن الخطة (ب) هي لما بعد الإنتصار، اليوم لدينا مشكلة في الموصل، فهُناك مليون مواطن كيف سيتم إرجاعهم لحضن الوطن وكيف يتم التعامل مع ملف النازحين وملف الإقتصاد وملف ديمغرافية السكان وملف التهديدات التي تسير بهذا الإتجاه وكذلك ملف الثقافة التي غُرّر بها الشباب من قبل تلك العصابات الإرهابية، هُناك مُعطيات كثيرة يجب التعامل معها ووضع الاستراتيجيات لها فيما بعد المعركة". مؤكداً ان "هُناك 60 دولة تقف مع العراق في حربه ضد تنظيمات داعش الإرهابية، وهذه فرصة كبيرة لنهاية هذه التنظيمات المُتطرّفة، وإستثمار هذا الدعم الدولي في بناء البلد على أُسس واقعية وجديدة لتحقيق دولة المؤسسات التي نتطلع إليها مُنذ عام 2003 لغاية اليوم شريطة تجاوز كُل الخلافات السياسية وتحقيق مصالحة مجتمعية حقيقية".
ودعا الهاشمي الحكومة العراقية بالتنسيق مع هذه المراكز وإستثمار نتاجاتها من خلال البحث والعمل الجاد لصناعة قرارات تهم مُستقبل البلد، لا أن تكتفي بالتعامل مع أشخاص دون هذه المراكز". مشيراً الى "اليوم كل مؤسسات الدولة العراقية من حكومة وبرلمان ومجالس محافظات وكذلك مؤسسات المجتمع المدني بحاجة الى المُساهمة الكبرى في إعادة بناء البلد بأُسس قوية للخروج بدولة عراقية قوية".
وفي ختام الحلقة النقاشية التي تمّ خلالها فتح باب الأسئلة والمُداخلات من قبل المشاركين والحضور، تمّ توزيع شهادة شكر وتقدير من قبل مدير المركز الى المحاضر الضيف لجهوده الكبيرة في إثراء الحلقة وتجشمه عناء السفر من العاصمة بغداد رُغم مشاغله الكثيرة. انتهى/خ.
اضف تعليق