من عائلة متوسطة الحال في مدينة الديوانية أطلق الشاب العراقي سجاد سعدي سلمان (19 عاماً) موقعاً للتوصل الاجتماعي اسماه "Neproo" وبرغم التحديات التي واجهته لم يتردد في تطوير موقعه محاولاً التوفيق بين دراسته وهوايته التي بدأت تتضح ملامحها العملية.
سجاد كان بارعا في التصاميم الالكترونية والبرمجة منذ وقت مبكر فصمم الكثير من المواقع الالكترونية الإخبارية والرياضية, ولم تفارقه فكرة إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي ذي مواصفات مميزة نوعا ما. بحسب موقع نقاش الالماني.
يقول لـ"نقاش" عن تطوّر فكرته "قبل أربع سنوات فكرت بعمل الموقع وخططت لعمل موقع الكتروني للتواصل الاجتماعي وقررت العمل على ذلك ووضع عناصر جذب لكسب اكبر عدد من المستخدمين وبهذا بدأت اعمل على إنشاء أبواب متميزة وتجاوز المشكلات الموجودة في موقع الفيس بوك فتمكنت من تحقيق ذلك قبل أربعة أشهر من العام الحالي".
وتابع "بدأت بخطوات منتظمة لعمل الموقع تلخصت بحجز السيرفرات والدومينات والمساحة والنطاقات وبرمجة نظام الموقع وبنائه، ثم رفع النظام الى المساحة والعمل على الموقع وتصميمه وإعدادات وتطبيقات استغرقت مني أربعة أشهر استطعت بعدها تكوين موقع جاهز تم ربطه بالمواقع الالكترونية مثل تويتر ويوتيوب والغوغل وبدأت الترويج.
وتتلخص خطوات الدخول على الموقع زيارة الرابط التالي: اضغط هنا.
ومن ثم اختيار إيعاز (إنشاء حساب جديد) وإكمال المعلومات والدخول للموقع الذي يمكن استخدمه باللغات غير العربية إذ وضع المؤسس عشر لغات تتيح للمستخدم اختيار لغته المناسبة ومن ثم يقوم بالتسجيل في الموقع.
"نيبرو" هو موقع تواصل اجتماعي يشبه الفيس بوك إلا انه يتصف بخصائص معينة نجح سجاد بإضافتها، ويقول "بحثت عن الأشياء غير المتاحة في الفيس بوك مثل معرفة زوار الصفحة فأضفت هذه الخاصية التي يمكن للمستخدم من خلالها معرفة زوار الموقع, كما وضعت إلى جانب الإعجاب ميزة عدم الإعجاب وكذلك وضع حزم (pro) التي تقوم باحتساب مستوى الصفحة وهي أشبه بالعداد".
وتمنح صفحة المستخدم النشط أعلى المستويات، وبذلك فانه يحصل على هدايا مجانية من نيبرو مثل إعلانات ممولة ولوغو خاص بصفحته كما تضاعف قوة صفحته الشخصية.
ويتيح الموقع نشر الصور والفيديوهات، ومقاطع (mp3 ) ودردشة الفيديو وهي غير متاحة على الفيس بوك إضافة إلى ميزة متجري التي تسمح للمشتركين بنشر كافة منتجاتهم على نيبرو مع كتابة الأسعار والأنواع والعناوين وهي ميزة حصرية على الموقع, إضافة الى ذلك فان نيبرو يقدم دعما فنيا لمدة 24 ساعة على شكل شات للاستفسار والإجابة على أسئلة المستخدمين.
يؤكد سجاد أن "نيبرو يمتاز بقدرته على التحكم بالألفاظ في حالة قام المستخدمون بنشر أي صيغة تتعلق بالطائفية على بريدهم الخاص أو على الصفحة العامة مثل منشور طائفي أو عبارة مثل: داعش دولة إسلامية, سني, شيعي او غيرها فان الموقع تلقائيا يقوم بتشفيرها واستبدالها برمز النجمة (*) كما اعمل على إنشاء ميزة تلقائية تتولى حظر الصور الدالة على العنف".
ويصف موقعه بأنه اجتماعي عراقي عربي لا يتحكم بأفكار مستخدميه ولا يتجسس على خصوصياتهم كما يحدث في الفيسبوك ويهدف الى تعزيز التواصل الاجتماعي بين الناس من مختلف الاطياف والقوميات والدول بمنتهى الاطمئنان والسلام دون أي ألفاظ طائفية عنصرية.
الموقع الذي بدأ كرابط على غوغل تطور على يد سجّاد إلى تطبيق تجريبي على السوق بلاي، إذ جرى تحميله من قبل الكثير ووصل عدد مستخدميه لغاية الآن مئة ألف مستخدم.
يقول سجّاد أنه فوجئ بقيام شركة غوغل بالتعريف عن الموقع وتوثيقه بالصور ما شكل حافزا كبيرا لتطويره وبالتنسيق مع مواقع عربية ودولية.
لكن موقع "نيبرو" لم يسلم من حملات تهكير يصفها سجّاد بالعنيفة ويقول "تعرّض الموقع لحملة من الاختراقات القوية فضرب بـ"ايبيات" متعددة لإيقافه عن العمل ومن ثم الدخول إلى لوحة التحكم وتعطيله، وقد أرسل لي الموقع الروسي الذي اعتمدت عليه بإنشاء السيرفر كشفا بتلك الخروقات، فطلبت من الشركة غلق الموقع لصد الهجمات وبذلك تمكنت من القضاء عليها باستثناء حالة واحدة أتولى معالجتها وقد أعدت الموقع للعمل مجددا".
ما يأسف له سجّاد أن المهاجمين كانوا ثلاثة شبان عراقيين، لكنه لم يفكر بمقاضاتهم بل عمل على تعزيز قوة نظام الحماية لديه. موقع نيبرو دفع بآخرين لتقليد الموقع بأسماء مختلفة لكنها لاتصل لمستوى موقعه الفني والتقني فالأشياء الجديدة تثير المنافسة كما يرى.
وفي مقابل المنافسين فأن سجّاد تلقى الدعم الأول من أمه التي شجعته ونبهته لحجم التحديات التي سيواجهها، كما شجعه والده والعديد من مدرسيه وزملائه وأشخاص على الانترنت إضافة إلى داعمين في الخارج من العراقيين والأجانب، حاول الاستفادة من خبراتهم الهندسية واستشاراتهم الفنية، فضلا عن مجهود فريق متخصص يضم شبابا من محافظات الكوت والسماوة والبصرة تطوعوا من اجل حماية الموقع وتطويره.
أضحى "نيبرو" بالنسبة لمؤسسه مشروع العمر كما يقول "اعتبره مستقبلي ووجودي لأقدم من خلاله منجزا عراقياً واطمح مستقبلا لتأسيس شركة نيبرو، أتمنى أن تكون الظروف في العراق ملائمة للمشروع وان لا اضطر إلى متابعته في بلد آخر.
ويتوجه سجّاد بندائه للموهوبين العراقيين ويحثهم على الإصرار وعدم الاستسلام للظروف القاسية "الآن اعمل على موقع جديد يموله رجل من خارج العراق وأنا اشرف عليه مهمة الموقع دعم المطورين الشباب ممن يملكون فكرة جديدة"، يضيف سجاد بحماس. انتهى/خ.
اضف تعليق