لا شك أن مختلف الحروب التي هزّت العراق في السنوات الأخيرة دمّرت المدن وخطفت آلاف الأرواح، ونهبت الثروات، إلا أنها لم تفلح في القضاء على روح الكرم لدى أبنائها تجاه الغرباء والمحتاجين.
فبحسب تقرير صادر عن مؤسسة المساعدات الخيرية CAF لعام 2016 بعنوان مؤشر العطاء العالمي، حلّ العراق، للعام الثاني على التوالي، في المرتبة الأولى في ما يتعلق بمساعدة الغرباء، إذ أشار 81% من السكان إلى أنهم ساعدوا غريباً في الشهر الذي سبق مشاركتهم بالاستطلاع.
واستنتج التقرير أن الحرب الأهلية في العراق لم تؤثر سلباً على عطاء المجتمع العراقي الذي يعتبر تراثاً أصيلاً لديه. وكتفسير لهذه النتيجة التي وصفها التقرير بالاستثنائية.
واقع الحال لتلك التقارير العالمية لم يأتي بالجديد فيما يخص الكرم في هذا التوقيت المتزامن لذكرى اربعينيــة الامام الحسين ع وبما وفرته من خيرات الكرم المنقطع النظر للملايين الزائرين ، وهي حدث العطاء الاهم.
اذ شكلت المواكب الحسينية على طول طريق السائرين من شمال العراق الى اقصى جنوبه اكبر مائدة للخير والكرم تتسع عاما بعد اخر بكل ما تشتهيه الانفس وما يعجر الوصف عن ذكره .
موكب القائم الحجة احد المواكب الحسينية على طريق بغداد – كربلاء تسابق المشاركون فيه وهم ابناء قبيلة واحد على تقديم افضل خدمة حسينية عراقية اصيلة يقول صاحب الموكب الشيخ ضياء الدراجي ان موكبه تشكل بتعاون ابناء عمومته حب الحسين وتقديم كل ما يحتاجه الزائرين المتوجهين صوب كربلاء .
ويضيف الدراجي لوكالة النبأ للأخبار: بما ان الموكب مشيد على طريق بغداد كربلاء فأن الزائرين المارين عبر بغداد غالبيتهم من المحافظات الشمالية يشيدون بالجهود ويشاركنا في الخدمة جمع من الموالين من طوائف مختلفة .
ولان الحسين لم ينحصر او يقوض لطائفة معينة وكرم الخيرات باسمه تتجاوز حدود الموالين والمعزين اذ بادرت المواكب الحسينية لشرف خدمة الامام الحسين (عليه السلام) ، بالإضافة لزائريه لتشمل كل اللائذين به من شر التكفيريين لذا باشر عدد من مواكب لتقديم يد العون والعطاء للنازحين والمهجرين.
ابو محمد صاحب موكب الولاء الحسيني وهو من أهالي مدينة الحرية ببغداد استشهد بالقول النبويّ الشريف: (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)،
وقال لوكالة النبأ للأخبار: ان الرحمــة والرأفة التي كانت من سمات الثورة الحسينية جسدت في مواكبنا اذ باشرنا منذ اليوم الاول لشهر محرم الحرام حتى يومنا هذا لتقديم المأكل والمشرب والملبس وخدمة النازحين والمهجّرين من المحافظات الشمالية، والتي اضطرّتهم العصابات التكفيرية والإجرامية على ترك منازلهم ومناطقهم.
موكب اخر من مواكب الولاء الحسيني قدم عطاءه من نوع اخر فكان يستجمع الاغطية والملابس لتقديمها للنازحين والمهجرين، كريم الوائلي احد المشاركين في الموكب ذكر لوكالة النبأ للأخبار: ان المشاركين ضمن الموكب الحسيني فضلوا توفير الاغطية الشتوية (البطانيات) والالبسة الشتوية للنازحين، والمهجرين تحقيقاُ لأهداف ثورة الامام الحسين وهي التكافل، واعانة الفقير والمستضعفين.
ويضيف: نحن نفتخر بتقدمنا الخدمة لوجه اله تعالى وعلى ولكلّ من لاذ وجاء الى مدينة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام).
الكرم الحسيني لم يشمل حدود العراق ومحيطة الشعبي فقط بل شمل العديد من الجسنيات العالمية التي توافدت للمشاركة بزيارة الأربعينية ولاحظت تطبيق معايير العطاء ضمن المارثون الحسيني الزاحف صوب كربلاء الامر الذي شجع العديد من الوافدين من خارج العراق لتطبع بفضائل قضية التكافل الاجتماعي الانساني ضمن زيارة الاربعينية ، والسعي في طريق تحقيق أهداف أهل البيت صلوات الله عليهم، في المساواة والعدالة فإنّ الله تعالى أراد للقضية الحسينية، ان تكون راسخة وشامخة.انتهى/س
اضف تعليق