لا يختلف اثنين على ان اسماء المواليد الجدد في العراق شهدت خلال السنوات القليلة الماضية اختلافاً كبيراً.
فمنذ قرون طويلة والعراقيون يتداولون أسماء معينة دون غيرها كباقي الدول والمجتمعات أبرزها التاريخية او الإسلامية وأسماء لشخصيات محلية أو عربية لمعت في التاريخ القديم أو المعاصر، وغالبا ما يكون الاسم مكررا في العائلة ذاتها.
لكن الاسماء حالها كحال الملبس والمسكن خضعت لحكم الموضة والتجدد، فالتطور والتنوع الذي شهدته وسائل الإعلام جعل من أسماء الولادات صدىً لها، وكان الاتجاه الجديد في اختيار الاسماء يركز بالإضافة الى الاحداث السياسية على ابطال كرة القدم والمسلسلات التركية من مهند بطل المسلسل التركي نور حتى ميسي وانيستا ورامواس أبرز الشخصيات الرياضة والتي كانت اخر التحديثات على اسماء الولادات الحديث للمجتمع العربي بصورة عامة والعراقي خاصة.
تقول أم احمد 28سنة وهي تنتظر مولودها الجديد "بالرغم من إن اختيار اسم للمولود الجديد كان موضوع نقاش، الا إننا لم نفكر أنا وزوجي كثيراً في اختيار اسم الولد فهو على اسم جده والد أبيه وفي حال كان أنثى فزوجي ترك لي حرية الاختيار وسأسميها سوارا لأنني معجبة ببطلة احدى المسلسل الهندية".
فيما يقول احمد سلام والذي يتنظر خلال الايام المقبلة طفله الاول، يقول انتظر مباراة الكلاسيكو فاذا كان الفوز من نصيب برشلونة سأسمي طفلي ميسي. واملي إن يكون مستقبلاً رياضيًا.
فيما اختلف بهاء سالم الربيعي35سنة بتسميه مولودتة الجديدة التي اسمها "حشد " تيمناً بالحشد الشعبي حيث يقول "ولدت زوجتي تزامناً مع انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الموصل وتسميتها بهذا الاسم ستخلد ذكرى حشدنا".
وليس بالغريب ان يسمي جعفر وليد 30سنة مولده الجديد ب"راموس" فهو من عشاق الفريق الرياضي برشلونة، ويذكر جعفر انه مشجع رياضي متعصب ويقر بذلك كل أصدقائه بعد ان اسمى ابنائه الثلاثة بأسماء تعود للاعبين كرة القدم أيضا فابني البكر اسمه انيستا والثاني راؤل والثالث اسميته ايتو لانه اسمر البشرة ولو كانت هنالك لاعبات نساء بكرة القدم لكنت اسميتهن بأسماء رياضية.
زهراء عمار والتي تنتظر مولودها الأول تقول "كنت أفضل لو أسميه على اسم والدي ولكن قرأت مؤخراً عن علاقة الاسم بالمستقبل لذلك سأستشير من يعرفون بهذا الموضوع قبل اختيار الاسم. لكنها تضيف منذ اشهر وانا ابحث عن اسم لمولدي ولم استقر حتى الان على اسم معين واعتقد اني سوف استعين بالأنترنت في اختيار اسم جميل وجديد وغريب".
ويصف المختص بعلم الاجتماع الاستاذ عبد الكريم البياتي، "أن تلك الأسماء وإن كثرت وتنوعت، لكنها لا تتعدى كونها موضة لمرحلة معينة لا يمكن الاستمرار عليها من قِبَل الآباء أجمع، لكنها ستكون بلا شك مرحلة طويلة جدا لأصحابها الذين ستظل أسماؤهم كمصابيح تنبه المقابل على حقبة وذكرى معينة".
لذا وكما يقال "ان لكل امرئ من اسمه نصيب" فقد بات للحدث الرياضي ولتأثيرات الدراما التلفزيونية والاحدث السياسية والتاريخية، ناهيك عن دخول الانترنت في اغلب مفاصل الحياة المجتمعة الدور الكبير في اختيار الاسماء، ولا عجب اذ سمعنا في المستقبل عن اسماء غريبة كزلزل او بركان او هزات ارضية اذ ما تعرض العالم لتغيرات مناخية لا سمح الله. انتهى/خ.
اضف تعليق