تكاد لا تخلو المناطق التي سيطرت عليها داعش في العراق من مخازن سلاح داعش وذخيرته ومصانع انتاجه التي غالبا ما تكون قريبة منها وتسعى كل ما بوسعها للحفاظ عليها لتمويل عملياتها الاجرامية، لكن سرعان ما تفقدها بسهولة خلال المعارك.
القوات العراقية واثناء تقدمها المستمر لاتزال تعثر على المزيد من مستودعات ومخازن اسلحة داعش في ازقة الموصل والاحياء المحررة الذي لم يتمكن التنظيم من نقلها الى مناطق سيطرته.
مديرية الاستخبارات العسكرية وبالتنسيق مع استخبارات الفرقة السادسة عشر المحور الشمالي تمكنت من ضبط معملين كبيرين أحداهما يستخدم لإنتاج قنابر الهاون (١٢٠) ملم، والثاني يستخدم لإنتاج المعرقلات النجمية التي تعرقل حركة العجلات.
وزارة الدفاع العراقية قالت ان العملية أسفرت عن تدمير هذين المعملين والاستيلاء على (١٥٠) قنبرة هاون، وقد تبين إن هذين المعملين تابعين إلى ما يسمى بهيئة التطوير العسكري لداعش الإرهابي.
ووفق الخبراء العسكريين فان مستودعات داعش الكبير تأخذ حيزاً كبير من الاهتمام لدى التنظيم من الناحية الامنية لذلك تقوم بحفر المخازن الارضية والانفاق لحمايتها وتأمينها من الضربات الجوية.
وبحسب الخبراء فان اساليب جلب المواد الاولية لتصنيع وتفخيخ السيارات والعبوات الناسفة تأتي من الخارج عن طريق صناديق مزيفة لكيلا تكشف من قبل السيطرات او المراقبة.
صواريخ جهنم وقذائف الهاون والقنابل التي عثرت عليها القوات العراقية في مستودعات داعش في الموصل وبشكل كبير جدا كانت محلية الصنع وهي مكدسة في مخازن خاصة تكاد تكون قريبة لمستوى أنواع الاسلحة التي يستخدمها أي جيش نظامي.
عمليات البحث والتفتيش التي تنفذها قطعات جهاز مكافحة الارهاب وباقي تشكيلات القوات الامنية في الاحياء المحررة في الموصل كشفت عن قيام داعش بإنتاج أسلحة وذخيرة متطورة، يضاف إلى ذلك الكميات الهائلة من الأسلحة التي استحوذ عليها التنظيم الارهابي من الجيش العراقي.
ترسانة الجيش العراقي التي تركت في الموصل خلال احداث 2014 لاتزال داعش تعتمد عليها في شن هجماتها على القوات الامنية المحررة وخصوصاً سيارات الهامفي التي تقدر قيمتها بحدود المليار دولار والتي تقوم داعش بتفخيخها وارسالها لعرقلة تقدم القوات الامنية. بحسب موقع "إنترناشونال بيزنس تايمز" الأمريكي.
وتقول الأمم المتحدة ان التنظيم الإرهابي يستخدم المنطقة كمركز لتصنيع أسلحة متطورة وهذا ما اكدته منظمة ابحاث التسلح في الصراعات البريطانية في تقريرها الاسبوع الماضي خلال زيارتها لمنشاة كان التنظيم يستخدمها لأغراض التصنيع حيث قالت المنظمة ان تنظيم داعش أنتج اسلحة متطورة وذات جودة عالية، وان المواد الاولية للتصنيع يجلب الجانب الأكبر منها من تركيا والدول الموردة لهذه المواد.
واشار التقرير الى تراجع انتاج التنظيم في الاشهر الاخير بسبب تقدم قوات الجيش العراقي خلال عملية استعادة الموصل.
تنظيم داعش الارهابي لم يكتفي بتصنيع الأسلحة التقليدية فقط بل تعدا ذلك في مراحله الاخيرة الى بناء طائرات مسيرة (الدرون) التي عادتا ما يستخدمها التنظيم لأغراض الاستطلاع او لانتخاب اهداف معينة، مما يدل على قدرة التنظيم على تصنيع وانتاج الاسلحة العسكرية بشكل مستقل.
أكثر من سنتان ونصف المدة التي حكم فيها داعش الموصل تمكن خلالها من صناعة وانتاج اسلحة متطورة تضاهي تلك التي تمتلكها الجيوش العادية، لكن ماذا لو بقي داعش مسيطر لمدة اطول وامتلك سلاح نووي؟.انتهى/س
تقرير: سامر الجبوري
اضف تعليق