قررت قيادة عمليات سامراء بناء جدار اسمنتي حول مدينة سامراء القديمة التي تضم مرقد الأمامين علي الهادي والحسن العسكري.
وقال مصدر في قيادة العمليات إن "بناء الجدار يهدف إلى توفير الأمن لزوار مرقدي الإمامين وبالنتيجة تقليص الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على مدينة سامراء 110 كيلومترا شمال بغداد".
في المقابل، أعربت أوساط شعبية ورسمية في المدينة عن رفضها الكامل والمطلق لبناء جدار عازل حول المدينة القديمة، وعدته تكريساً للطائفية والعزل الطائفي الذي سيجلب نتائج عكسية.
وعبر مجلس شيوخ عشائر سامراء، بعد اجتماع عقده، اليوم مع أعضاء المجلس البلدي وأعضاء مجلس محافظة صلاح الدين من مدينة سامراء عن الرفض الكامل لبناء الجدار العازل، والقلق من المقترح كونه يدل على نية مبيته لتقسيم المدينة وإشاعة البغضاء والطائفية فيها.
وحمل الشيخ طلال حسين، المتحدث باسم شيوخ عشائر سامراء، الذي تحدث نيابة عن المجتمعين، في مؤتمر صحافي، الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن حماية مدن العراق كافة ،ومنها سامراء التي تضم المراقد الدينية.
وأعرب حسين عن ترحيب أهالي سامراء بتوسيع مرقد الأمامين العسكريين بالحدود المتفق عليها، لكن دون إقامة جدار عازل ذي أهداف مشبوهة.
ودعا حسين إلى عرض التصاميم القديمة للمدينة وتنفيذها بموافقة الادارة المحلية و منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وتعويض أصحاب الأملاك المجاورة للمرقد والذين حُرموا من استثمار محلاتهم على مدى السنين الماضية، موضحاً أن الجدار العازل سيؤدي إلى تهجير أعداد كبيرة من الساكنين قرب المرقدين ويهدد السلم الأهلي ويترك تداعيات على مجمل السلم الأهلي في العراق كله.
وأوضح أن المنطقة القديمة التي تضم مرقدي الأمامين تعكس تاريخ سامراء، ولا يجوز منع الأهالي من التواصل مع زائري الأمامين والذين كان أهل سامراء يقدمون الخدمات لهم على مر التاريخ دون تدخل من أحد.
وطالب الناطق باسم مجلس شيوخ سامراء بمشاركة أهل المدينة بإدارة ملفها الأمني وتحديد مداخلها وتزويد نقاط التفتيش بأجهزة حديثة.
وكان المرقدان قد تعرضا في فبراير (شباط) من عام 2006 إلى تفجير أدى إلى تحطم قبتهما مما أدخل البلاد في عمليات قتل وخطف وعنف على أساس طائفي راح ضحيتها عشرات الالاف من العراقيين.
ويتولى الوقف الشيعي إدارة المرقدين باعتبار أنهما مرقدان شيعيان بينما يطالب الوقف السني وأهالي سامراء بالمشاركة في إدارة المرقدين باعتبار أن المدينة ذات غالبية سنية مطلقة وأن أهالي المدينة كانوا على مر التاريخ يتولون الإدارة والحماية.
وتتولى قوات معظمها من جنوبي العراق حماية المرقدين تحت إمرة قيادة عمليات سامراء التي استحدثت بعد تفجير المرقدين عام 2006.انتهى/
اضف تعليق