بغداد - زهراء كاظم
براء شابة أكملت عامهاِ السابع والعشرين حاصلة على شهادة في الهندسة من الجامعة المستنصرية، بعد تخرجها لم تعين كحال اقرأنها من الخريجين العاطلين عن العمل.
لديها أرادة قوية وشخصية طموحه تضع عملها فوق كل شي ، فقررت أن تحقق حلمها وان لا تتوقف عند نقطة ( لا توجد فرصة عمل ) فكانت البداية مع بيع الكتب في شارع المتنبي ، "بسطية" وسط زخم شارع الثقافة لكن لم تقف طويلا عند هذا الحد طالما هناك أحلام في الجانب الأخر و تعد براء ثاني كتيبية بعد شرقية الراوي في سبعينيات القرن الماضي ثم لتنتقل بعد الجهد والمثابرة من "بسيطة" إلى مكتب ودار للنشر ،وقد لاقت إقبالا وترحيبا من الناس.
يقول احد المهتمين بالشأن الثقافي في شارع المتنبي وهو القاص والكاتب محسن جمال : أن " للمرأة دورا كبيرا في النهضة العلمية وتجربة براء البياتي لافتة للنظر وهي تتحدى الأسوار التي فرضها المجتمع على المرأة وينبغي الأخذ بيدها ودعمها بكل الوسائل ".
ويضيف إن: "المرأة اثبت قدرتها داخل المجتمع العراقي ذو الصفة الذكورية ،وهي شريك الرجل على هذا الأرض ولا تقل عنه في أي شي ،وبحسب جمال فأن براء مارست دورها كبائعة للكتب لتثبت جرأة وشجاعة في اخذ دورها على مكان سيطر عليه الرجل ، ثم إن عملها يشجع الكثير من النساء على إبراز دورهن في المجتمع
فيما يقول الشاعر محمد اللامي وهو احد رواد شارع المتنبي: إن "تجربة براء تستحق الاحترام لأنها فرضت وجودها بتحديها التقاليد السائدة مصممة على تطوير مكتبتها بأحدث المؤلفات رغم وجود عدة عوائق خصوصا أنها تروم بيع الكتب عبر الانترنيت وتوصيلها إلى المشترين .
وفيما تحدثت رانيا كاظم بالقول: إن "تجربة براء تعتبر خطوة ايجابية في وسط هذه الظلمة الثقافية ،ولان الأخيرة محصورة بالعنصر الذكوري ،والإقدام عليها يتطلب شجاعة وإصرار وأما وان تفتح مكتبة ودار لنشر بعد ما كانت تقف أمام "بسطية" في شارع المتنبي ،فهي تستحق كل التشجيع والاحترام".
إما رونق احمد وهي صحفية تقول: "أبهرتني فكرة براء وهي تخوض عالم بيع الكتب، رغم ظروف البلد الاجتماعية والاقتصادية والتقاليد ، وقلة فرص العمل دفع بهولاء الشباب لابتكار أفكار جديدة لتحقيق أهدافهم التي لم يحصلوا عليها بشهادات التخرج ،واليوم نرى بائعة للكتب تقف اتجاه مجتمع ذكوري صعب متحدية كل الظروف لتثب للجميع إن للمرأة دورها في البناء حالها حال الرجل.
اضف تعليق