بشرى سارة، عرض خاص، بأسعار تنافسية، ونتائج مضمونة 100%، سماعة بوكس الاصلية، سماعة فيزا كارت، سماعة لحمية ومغناطيسية سماعة ضد التشويش مع عروض ومفاجأة اخرى.
مقدمة اعلانية مغرية ربما مألوفة لنا لكنها ليست سماعات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة من ضعاف السمع كما يتبادر للأذهان، وإنما عروض مغرية انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لصفحات وكروبات توفر سماعات للغش الامتحاني وتلقى رواجا ملفتاً بالتزامن مع موسم الامتحانات النهائية، زبائنها من ضعاف التجربة العلمية والدراسية والمفاجئة هنا "حل الاسئلة مجانا ً".
تراجع مستوى التعليم في العراق كان أحد الاسباب التي تطرق لها الدكتور صالح العلوي استاذ اللغة العربية في جامعة بغداد لتفشي تلك التقنيات الخطيرة معتبرا ان "الحاجة ولدت اختراعها مع وجود طلبة كسالى وتفشي لحالات الغش في الامتحانات مما دفعت هذه الشركات ان توفر ما يلبي حاجة سوق الغش فما يعنيها الربح وليس التعليم".
واضاف العلوي لوكالة "النبأ للأخبار " ما يلزم هو كيفية مواجهة هذه الظاهرة لكن التساؤل الذي يطرحه العلوي في مسالة التصدي لهذه الشركات ومواجهة الدعوة لها عبر قنوات التواصل الاجتماعية مع وجود وسائل دفاع حكومية ضعيفة مقابل مكافحة لظاهرة الغش نفسها.
مشيراً الى ان "الحد من ظاهرة الغش في المدارس والكليات والمعاهد في العراق غير ممكنة بسبب فساد التعليم والظروف التي يعيشها الطالب فالمشكلة تتوسع حدتها بعد ان بلغت اكثر من 40%".
العلوي تطرق لعجز وزارتي التربية والتعليم العالي في العراق عن مواجهة خطر الغش الدراسي سيما مع عجز حكومي واضح للتصدي لحملة ترويج سماعات الغش وغيرها.
مستطرداً بالقول كيف لمراقب امتحاني ان يتجاوز تلك التقنية الذرية بالحجم مع وجود ثمانين طالباً ويمتحنون في نفس القاعة ومتلاصقين في جلوسهم".
ويتابع الظاهرة خطيرة ومتفشية ومرتبطة بالأوضاع الداخلية والسياسات الخاطئة وكذلك بأجندة خارجية ودول اقليمية لاسيما في الخليج وخططها لتدمير التعليم في العراق.
وبحسب سوق بيع وشراء تلك السماعات فان أسعار أجهزة الغش الإلكترونية تتراوح بين 300_400دولار للنماذج الأكثر تطوراً.
الى ذلك وصف تدريسي في احدى المدارس الواقعة بجانب الكرخ ببغداد اجراءات مراقبة الطلبة في الامتحانات بــ"الحرب الاستخباراتية" ويقول "نضطر لتفتيش آذان الطلاب وملابسهم الخارجية واضاف ساخرا ربما سنضطر فيما بعد لأجراء الامتحانات للطلبة بالملابس الداخلية فقط، مطالبا الحكومة بضرورة اتخاذ خطوات لإيقاف استخدام الأجهزة التي توضع داخل الأذن".
وسماعات الغش الامتحاني عبارة عن جهاز دقيق جدا مصحوبة بمكبر صوت، حجمه أصغر من حبة الأرز، ويوضع داخل الأذن، ويتصل لاسلكياً بجهاز مثل الهاتف، يمكن من خلاله تشغيل أي تسجيلٍ صوتي. انتهى /خ.
اضف تعليق