جسر الفنون أو ممر الفنون الواقع على نهر السين في وسط باريس، مكان خصص من قبل بلدية باريس لان يكون معرض لكل الازواج والعشاق ليدونوا ذكرياتهم عبر التعليق على شبابيك شرفات جسر أقفالاً يكتبون عليها أسماءهم بشكل حضاري يراعي جمالية العاصمة الفرنسية ويحفظ لمواطنيها ذكرياتهم.
ملئت كل ركن وشارع في الناصرية مركز محافظة ذي قار، "مروة احبچ" عبارة تناقل صورها رواد مواقع التواصل الإجتماعي في العراق بين داعيا للبحث عن مروة وخطبتها لهذا الشاب الذي اذاب الحب فؤاده وبين من استنكر ظاهرة الكاتبة على الجدران.
بين ليلة وضحاها قرر شاب من محافظة ذي قار إشهار حبه لأحدى الفتيات امام الملا عبر تدوينه بمادة السبريه لعبارات شوهت المعالم الرئيسية في مركزها المحلي "الناصرية" الامر الذي اثار استهجان الكثير من سكان المدنية، فيما اطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاك يطالبون فيه مروة بردع حبيبها الذي عاث بالأرض فساداً.
ناشطون اخرون استنكروا هذه الظاهرة عادينها غير حضارية كونها تشوه منظر المدينة فضلا عن كون العراقيين شعب محافظ لا يسمح ان تشوه سمعة بنته لهذه الدرجة.
الناشط المدني حيدر ربيع اشار لوجود اسباب نفسية لتنامي تلك الظواهر المجتمعية المنبوذة فعاشق مروة اختار الطريقة الخاطئة بالتعبير عن حبه فكم من مروه هي متواجدة في ذي قار ،وكم هو الاحراج الذي سببه ذلك العاشق لمروه المقصودة، والادهى ما قد يطال مروه الحقيقة لو عرف ذوها بالأمر لا سامح الله.
ويستغرب ربيع خلال حديثه لوكالة "النبأ للأخبار ": غياب الرقابة الامنية في الاماكن التي طالها سبرية عاشق مروه ويضيف: العاشق اخذ وقته في الكتابة وتنقل بأكثر من مكان في المدينة فأين الجهات الأمنية من حراسة وامن المدن، فلو كانت في مواقع الحادثة سيطرة او رجل امني واحد لما استطاع ذلك العاشق الكتابة بمزاجية وبالخط العريض.
سارة الساعدي مدونة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دعت بلدية الناصرية الى ان تبعث "مشية" لاهل مروة وخطبتها لهذا العاشق المجهول للحفاظ على جدران المحافظة وانقاذها من كتاباته.
وتعد ظاهرة الكتابة على الجدران الخاصة والعامة او المعالم الحضارية في مراكز المدن من ابرز التحديات التي تواجه المجالس البلدية في المحافظات وبغداد العاصمة تحديدا بعد انتشارها بشكل تجاوز الجدران لتطال الرموز التذكارية للشخصيات التاريخية والثقافية والعلمية بالشكل الذي شوه جمالية المدن وتثير امتعاض مواطنيها .
وتعقيبا على هذه الظاهرة اوضح الصحفي والناشط المدني عبد الخالق حسن قائلا "باتت ظاهرة الكتابة على الجدران مجالاً يمكن من خلاله أن نكتشف طبيعة الذوق العام للمجتمعات، ومن ثم يمكن دراستها نفسياً".
واضاف ان ما انتشار هذه الظاهرة و إعلان الحب من قبل الشباب على هذه الجدران هي ممارسة تشوه معالم المدينة ولأتترك لمن يشاهدها مساحةً للتعاطف مع هذا العاشق الولهان.
واشار حسن لوكالة "النبأ للأخبار" فالكثير من هؤلاء العشاق (كما في ظاهرة احمد وجنان، او ظاهرة عاشق مروة) نجد أنهم يعلنون عن حبهم في أكثر من مكان بما يشوه شكله. ولو كان الامر مقصورا على مكان واحد ربما سيتعاطف معهم الكثير. فبعيدا عن سلوكيات تلك الظاهرة في الاسلام الغير مرغوبة لكن يلزم احترام الكثير من التوجهات في مجتمع متعدد مثل العراق صحيحٌ ان فاعلان الحب لا يجب ان تكون بوسائل منافية للذوق العام.
وطالب حسن الجهات البلدية في الحكومات المحلية في بغداد والمحافظات ان يكون في كل مدينة حائط لتلك الممارسات سواء كان ذلك بالتصريح او بالتلميح بطريقة نبتعد فيها عن تشويه مدننا فالحب جمال يأبى القبح ويخالفه.
مطالباً الحكومات المحلية في بغداد والمحافظات بإشاعة الثقافة المجتمعية وبسن قوانين مجتمعية رادعة بمخالفات مالية لمعالجة هكذا حالات قبل تناميها في مدن ومواقع اكثر مركزية " فمن امن العقاب اساء الادب.
في بغداد الامر كان اكثر اهمية كونها العاصمة ومركز ادارة الدولة فقبل بضعة ايام شوه احد العشاق تمثال ساحة اللقاء مركز مدينة بغداد بإعلان حبه لجنان الامر الذي دفاع امانة بغداد، السبت، عن مباشرتها بإجراءات مشددة لإيقاف ظاهرة الكتابة على الجدران في العاصمة، بنصب كاميرات المراقبة في الشوارع والمؤسسات لرصد المخالفين ومتابعتهم.
عازية تلك الخطوة بسبب امعان البعض في الاساءة الى معالم المدينة وجماليتها قررت تشكيل لجان مشتركة من المراكز البلدية وشعب الذوق العام والتجاوزات لمتابعة هذه الحالات"، مشيرة الى انه "سيتم اتخاذ اشد الاجراءات المنصوص عليها في القوانين والانظمة البلدية بحق المخالفين".
اعداد: خالد الثرواني
سوزان الشمري
اضف تعليق