يقال بأن الحاجة ام الاختراع فهي القوة الدافعة الرئيسية لمعظم الاختراعات الجديدة، فارتفاع درجات الحرارة متجاوزة الــ47 مئوية متزامنة مع شهر رمضان المبارك كانت السبيل لجملة من الابتكارات العراقية التي تصنف بشكلها العام بالطريفة والغريبة لكن في مغزى نتاجها فهي اختراعات تفي بالغرض.
الحاج ابو اسعد رجل خمسيني يعمل سائق اجرة في سيارته "الكيا" في منطقة الباب الشرفي ببغداد، مركبته مستهلكة ومتهالكة لا تتوفر فيها اجهزة التبريد الحديثة وهو ما انعكس سلبيا على مصدر رزقة الوحيد الذي تراجع نتيجة توجه الركاب لسيارات اكثر حداثه توفر قسطا من التبريد الامر الذي دفع ابو اسعد لابتكار وضع معين لتوفير التبريد للركاب عبر نصبه اعلى سيارته مبردة هواء وهو ينادي "داخل ع التبريد أغاتي".
يقول ابو اسعد في حديثه لوكالة النبأ للأخبار أن "وسيلته الغير مسبوقة في وضع مبردة على سيارته حققت نتائج إيجابية مع توافد الركاب عليه وانتعاش عمله في ظل صيف رمضاني لاهب".
شاب اخر وهو مصطفى خليل، نازح من محافظة نينوى أمتهن فكرة الحمام الطلق في بغداد مقابل أجور زهيدة تكفيه الحاجة الى الناس بحسب قوله.
خليل يبين لوكالة "النبأ للأخبار " بأنه "لم يجد فرص عمل ولا يمتلك المال الكافي لفتح مشروع معين سواء بسطيه (فرشة) صغيرة على احد ارصفة شارع الرشيد ببغداد لبيع الحلويات والعصائر مستغلاً أجواء رمضان، وارتفاع درجات الحرارة، فقد ابتكرت فكرة الحمام الطلق ليغتسل منه المارة ويخفف وطأة حرارة الشمس وصوم رمضان".
ويضيف بدأت الفكرة عندما دفع لي أول شخص اكرامية بـ(500 دينار) لقاء اغتساله من "الدوش" ليعقبه اخرون دون ان أحدد سعر معين، فكلاً يعطي في حدود إمكانيته ،ولسان حاله خليــل يقول "مصائب قوم ًعند قوم فوائد".
في مدينة الصدر وبين أزقتها الضيقة وساحاتها الصغيرة أبتكر الشاب رضا خالد، المسبح المفتوح للأطفال وهو عبارة عن مجموعة من المسابح البلاستيكية نصبها في احد الساحات وجهزها بالمياه المعقمة خصصت للهو الاطفال وبوضع مؤمن من حيث مراقبته وحمايته لهم.
احد أولياء الأمور يتحدث عن خطوة رضا بالقول فكرة جميلة على بساطتها فبدل ان يحبس الاطفال في المنازل وتضيق بهم الجدران او اللعب بالشارع وجد لهم رضا مسبح صغير لهم بأجور لا تتجاوز الــ(1000 دينار) عن كل ساعتين لعب وهو يعتني بنظافة المكان ويحرص على تعقيم المياه بين كل ساعة وساعة الامر الذي يخفف عنهم وطأة حرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي ويكسبهم ساعة من اللهو.
فالاختراعات على بساطتها ربما طرافتها وغرابتها فأنها تدل على عقل وذكاء صاحبها، وتترك بصمته وتأثيره على العديد من الناس وفي حياتهم، لما لها من دورٍ في تسهيل وإنجاز أعمالهم بحرفيةٍ ودقةٍ ومرونةٍ أكثر من الوضع السابق قبلها. انتهى /خ.
اضف تعليق