ناقش ملتقى النبأ للحوار التابع لـمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في محافظة كربلاء المقدسة، ضمن حواراته الإسبوعية موضوعاً بعنوان (ماذا يحتاج الجيش العراقي بعد نهاية داعش)، حيث أجرى حوار حلقة الملتقى مديره، الكاتب الصحافي علي الطالقاني، وشارك فيه مجموعة من الشخصيات السياسية والأكاديمية والقانونية وناشطين مدنيين وإعلاميين.
المحلل السياسي أحمد الميالي، قال ضمن مداخلته "لست مع التجنيد الإلزامي، لكنّي مع ما ذهب إليه (ميكافيللي) حينما قال: (لا تُبنى الدولة القومية القوية إلا بأمير فعّال وجيش وطني لا مكان للمرتزقة فيه)، ولهذا لابُد من إعادة بناء جيش وطني ينحصر فيه حمل السلاح ويُبنى على أسس مهنية بعيدة عن التأثيرات السياسية وهيمنة الأقطاب النافذة المحلية، كما أرفض أي إمتدادات إقليمية او دولية للجيش ولقادته".
واضاف "هذا يتطلّب تشريع قانون جديد لتشكيل المؤسسة العسكرية دونما أن نُعيد تجربة عام ٢٠٠٣ مع البحث عن قيادات مهنية غير مُسيّسة لإدارة المؤسسة الأمنية، ويُشكّل بناء جيش وطني أحد أطر الترويكا الثلاثية التي تُبنى فيها الدول والأمم وهي جهاز سياسي وطني ذو خبرة يمتلك شرعية شعبية، وتداول سلمي للسلطة، وجيش وطني مُستقل يحافظ على التجربة".
من جانبها قالت السيدة مهدية صالح حسن، إنّ "موضوع إعادة بناء الجيش العراقي يُعد من الموضوعات التي تكتسب أهمية كبيرة للعراق دولةً وشعباً، فالجيش في أي دولة من الدول يُشكّل أولاً درعاً للدولة ولشعبها وحماية حدودها ومكتسباتها، وقد رأينا ما جلبه القرار الحقود الذي إتّخذه الحاكم المدني الأمريكي في العراق (بول بريمر) من تحوّل العراق الى ممر لعصابات الجريمة المنظّمة وتجارة المخدّرات وسرقة أموال العراق وآثاره، وقد أصبحت أرض العراق ساحة لتسوية وتصفية الحسابات".
وطالبت بأن يكون للعراق "جيش قوي مهني لكل العراقيين يحمي الأرض والعرض ويُشارك في عمليات البناء والتنمية، والتي نحن بحاجة ماسّة إليها بعد التدمير الذي أحدثه الإرهابيون وأعوانهم في العراق، ولإنجاز ذلك لابُد من فتح باب التطوّع للشباب وعلى كافّة الصنوف الهندسية والفنية والإدارية وكافّة المهن، وليتحوّل الجيش الى مدرسة مهنية وقتالية في ذات الوقت، وأنا مع إعادة الخدمة الإلزامية المُقنّنة والمُحدّدة بوقت معيّن، وهذا معمول به في معظم دول العالم".
من جانبٍ آخر نقل الصحافي خالد الثرواني عن قائد عمليات سامراء اللواء قوات خاصة الركن عماد الزهيري رؤيته للإرتقاء بأداء وبناء الجيش العراقي، والتي لخصها من خلال النقاط الآتية:
1- تحديد عدد الفرق في الجيش بناء على متطلّبات الدولة العراقية وحدودها مع ست دول وتبني التنظيم الثلاثي لكونه أقل كلفة وأكثر مرونة ومناورة مع حساب عدد المحافظات وتأثيرها على الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي والأمني.
2- إعادة التجحفلات بما يضمن إرتباط تلك الألوية والفرق بقيادتها بجميع المستويات بإرتباط إداري وعملياتي.
3- إعادة كافّة معسكرات الجيش وإستملاك أراضي كمعسكرات وميادين تدريب في المناطق الحدودية أو ذات التأثير الاستراتيجي على مسارح وقواطع العمليات.
4- وضع جميع قيادات العمليات ومقرّات الفرق في القواعد الجوية وجعلها مشتركة لضمان عدم تكرار سيناريو الموصل.
5- تبنّي عقيدة عسكرية واضحة أمّا دفاعية أو هجومية بناءً على العقيدة السياسية للدولة وبناءً على نوع التسليح والتجهيز والتدريب.
6- إعادة تأسيس كلية الضباط الإحتياط وسد النقص من رُتبة ملازم الى نقيب.
7- تأسيس كلية للنوّاب الضباط المؤهّلين وضباط الصف وتخويلهم بإستلام الذمم الإدارية بدلاً من الضباط الإداريين.
8- فتح صنف للكلاب البوليسية للعمل في التفتيش عن المتفجّرات والأسلحة والأعتدة والألغام.
9- إعادة العمل بالخدمة الإلزامية لسد نقص الجنود بشكل مستمر.
10- زج العنصر النسوي بجميع مفاصل الجيش.
11- إخراج كافّة الجرحى والمعوّقين بقرار واحد وإعطائهم حقوقهم.
12- توحيد القيافة وبناء معمل خياطة ومصنع أقمشة وتجهيزات.
13- إعادة التصنيع العسكري وربطه بوزارة الدفاع.
14- بناء مجمّعات سكنية داخل المعسكرات للضباط وضباط الصف.
15- تأسيس كلية مدنية جامعة ترتبط بجامعة الدفاع للدراسات العسكرية من أجل تطوير منتسبي الجيش بعلم اللغات والاختصاصات الأخرى.
واضاف ان هنالك الكثير من العوامل الثانوية التي تساعدنا على جعل الجيش العراقي يستعيد دوره من خلال المهنية العالية المبنية على أساس التخطيط والعلم والخبرة. انتهى/خ.
اضف تعليق