لا تزال هدية "صوغة" الحج من اجمل العادات الاجتماعية، فعلى الرغم من بساطتها الا انها تحمل قيمة كبيره في نفوس الاهل والاقارب والجيران، كونها تحمل رائحة الحج، ومن الجميل انه رغم تاثير التكنولوجيا على كثير من موروثات حياتنا الا ان هدايا الحج مازالت كما هي لم تتغير لكن بحداثة عصرية وتسبب الحرج لأصحابها.
الحاج أبو رعد (65) سنة يقول: "من أبتدع تبادل الهدايا من الحاج الى الزائر وبالعكس؟ أقاربي وبناتي وجيراني أكثر من (100) فرد ماذا أجلب لهم من مكة...؟! بناتي فيما بينهن حصل سوء تفاهم حول نوعية الهدية التي جلبتها... ظناً منهن أن البنت الكبرى أعز من الصغرى وعليه فالهدية، دشداشة لزوجها وعطور وأكسسوارات لها، تختلف عما حصلت عليه الكبرى.. ومقترحي كان لوالدتهم هو اقامة وليمة كبرى مرتين أو ثلاثة.. يجتمع الاحبة عليها.. وتبعدك عن الاحراج".
الحاجة شكرية (51) سنة قالت "وضعت قائمة بأسماء ابنائي وبناتي والجيران والمعارف، لكي اشتري لهم الهدايا كصوغة، ما بين عطور ومسواك وأقمشة وكاميرات أطفال ولعب.. وكل ما يمكن جلبه بسهولة ولكن للأسف، تمت سرقتي قبل المجيء الى بغداد، وبكيت بشدة وبقيت في حيرة لولا بعض المعارف، فتمكنت من شراء حاجيات من جديد وما أن وصلت الى بغداد أرسلت ابني الى الشورجة وبغداد الجديدة واشترى لي الهدايا التي سأقدمها لمن يدخل دارنا ويقدم التهاني.. ولكن وللأسف بعض الزائرين استاؤوا ولم يقدروا ما أصابني في السعودية".
وتقول هناء عبد الرضا باحثه في التراث ان "هدايا الحج قديما كانت بسيطة وغير مكلفة ولكنها تثير الفرح في نفوس الكبار والصغار لكونها اتية من مكة المكرمة، ولم تتجاوز الهدايا قارورات ماء زمزم والمسابح وسجادة الصلاة والمسواك للكبار ولعبه كاميرا صور الاماكن المقدسة، والخواتم والسلاسل للأطفال".
وتضيف لوكالة النبأ للأخبار ان "عودة الحجاج كانت ولا تزال دائما محل احتفال واحتفاء لمكانتها ورمزيتها، ويحرص المهنئون والزوار علي الاستماع الي تفاصيل رحله الحج".
واشارت الى ان "الوضع في ايامنا الحالية لم يختلف كثيرا، فما زالت افواج الحجاج تعود ثالث ايام العيد محملين بالهدايا (الصوغة) للاهل والاصدقاء، حيث ان تقديم الهدايا له معني عميق في الثقافه الاسلامية".
وبينت ان "الحاج مازال يفضل شراء الهدايا التقليدية خفيفة الحمل كالمسابح وسجادة الصلاه والمسواك وكحل الاثمد ودهن عود وخاتم التسبيح وماء زمزم المبارك، وتعتبر المسابح الان من الاشياء المفضلة بالنسبه للحجاج وتختلف المسابح في انواعها فمنها المسابح البسيطة الزهيدة الثمن وتصنع من الخشب والكريستال وافخرها واغلاها ثمنا التي تصنع من الأحجار الكريمة الطبيعية".
وتابعت "كما بينت ان سجادات الصلاة والمصاحف والبخور والعطور تلقي جميعها اقبالا كبيرا من الحجاج. لكن الحداثة العصرية طالتها للإكسسوار العصرية ومواكبة الموضة في الالبسة لتسبب لاصحابها الحرج بين الاصدقاء والاقرباء".
اضف تعليق