نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية، بأن الولايات المتحدة تتجه نحو تعليق مساعداتها المالية والعسكرية للبيشمركة على خلفية الاستفتاء المرتقب حول انفصال إقليم كردستان.
ونسبت قناة الحرة الأمريكية للمسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، قوله "إن الإدارة الأمريكية ستسلم الدفعة المالية الأخيرة من المساعدات إلى قوات البيشمركة خلال آب/أغسطس الجاري"، مضيفًا أن "الكرة في ملعب قادة الإقليم، وعليهم أن يقرروا ما يجب فعله".
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إيريك باهون، انتهاء مذكرة التفاهم التي وقعها البنتاغون في تموز/ يوليو 2016، مع البيشمركة من أجل تسهيل الدفعات المالية لتغطية نفقات معركة تحرير الموصل.
من جانبها هددت وزارة الخارجية الامريكية بقطع المساعدات للإقليم اذا لم يلغى الاستفتاء.
وقالت السفارة الامريكية في بغداد ببيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ان "الولايات المتحدة تعارض بشدة استفتاء حكومة إقليم كردستان العراق على الاستقلال المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر / أيلول".
وتابعت "كما أن جميع جيران العراق، وكل المجتمع الدولي تقريبا، يعارضون هذا الاستفتاء".
واضافت "تحث الولايات المتحدة القادة الاكراد العراقيين على قبول البديل الذي يعد حوارا جديا ومستمرا مع الحكومة المركزية وتسهله الولايات المتحدة والأمم المتحدة وشركاء آخرون بشأن جميع المسائل المثيرة للقلق بما في ذلك مستقبل بغداد – اربيل".
واستدركت "إذا أجري هذا الاستفتاء، فمن المستبعد جدا أن تجري مفاوضات مع بغداد، وسوف يتم حظر العرض الدولي المذكور أعلاه لدعم المفاوضات".
اشارت الوزارة الى إن "تكاليف إجراء الاستفتاء مرتفعة بالنسبة لجميع العراقيين، بمن فيهم الأكراد، وقد أثر الاستفتاء بالفعل تأثيرا سلبيا على تنسيق هزيمة داعش لطرد التنظيم من المناطق المتبقية من سيطرته في العراق".
وزادت في القول إن "قرار إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها يزيل بشكل خاص الاستقرار، مما يثير التوترات التي يسعى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى إلى استغلالها. ويجب تسوية حالة المناطق المتنازع عليها وحدودها من خلال الحوار، وفقا للدستور العراقي، وليس عن طريق العمل أو القوة من جانب واحد".
وتابعت "قد يعرض الاستفتاء العلاقات التجارية الإقليمية لكردستان العراقية، والمساعدة الدولية من جميع الأنواع، على الرغم من أن أيا من الشركاء العراقيين لا يرغبون في أن يكون الأمر كذلك، وهذا ببساطة واقع هذه الحالة الخطيرة جدا، وعلى النقيض من ذلك، فإن الحوار الحقيقي، البديل الذي نحث القادة الأكراد على تبنيه، وعدوا بحل عدد كبير من المظالم المشروعة للأكراد العراقيين، وإقامة مسار جديد وبناء لعلاقات بغداد أربيل التي تعود بالفائدة على جميع الناس العراق".
واوضحت "يمكن للأكراد أن يفخروا بالفعل بما أنتجته عملية الاستفتاء، بما في ذلك المزيد من الوحدة الكردية، وإحياء البرلمان الكردي للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، ووضع قضايا هامة على الساحة الدولية، مع استعداد الشركاء والأصدقاء للبناء على روح التعاون بين قوات الأمن العراقية والبشمركة الكردية في الحملة ضد داعش للمساعدة في حل القضايا المعلقة. ومما يؤسف له أن الاستفتاء الذي سيجري الأسبوع المقبل سيعرض للخطر كل هذا الزخم وأكثر من ذلك".
وختمت الخارجية الامريكية بالقول ان "الاستفتاء نفسه الآن غير ضروري أكثر من اللازم بالنظر إلى المسار البديل الذي أعدته وأقرته الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
اضف تعليق