يواجه اولياء الامور لتلاميذ السنة الدراسية الاولى قلق انفصال الطفل عن دراسته بسبب ضعف وسائل التعليم، وتخلف طرائق التعامل مع الطفل الذي يواجه تجربته الدراسية الاولى والابتعاد عن ذويه بما يوهله للاعتماد على ذاته.
لكن واقع الحال ادخل بعض الاسر ممن يستعد احد ابناءها لخوض التجربة العلمية بحالة انذار قصوى جراء خوف الطفل من المعلم الذي بات لبعضهم بمثابة وحش كارتوني يوجهونه بالتزامن مع ضعف التخصص الاكاديمي للتعامل مع تلاميذ المرحلة الاولى الامور الذي يهدد الكثير منهم بترك مقاعد الدراسة والسبب "فوبيا" المعلم.
غدير طفلة بادرت ليومها الدراسي الاول ممسكة بيد والدتها خوفا من ان تتركها امام "الوحش" بحسب ما وصفته غدير لمراسل وكالة النبأ للأخبار، وتابعت: ان "المعلم يضرب بعصا يمسكها بيده، مطالبة امها وهي ترتجف بعيون دامعة: "امي لا تتركيني وحدي!".
فيما وقالت ام غدير ان "هذا الاسبوع الدراسي الثاني ولازلت غدير تخاف المدرسة، ورهبتها تزيد كلما علا صوت المعلمة داخل الصف".
واضافت "المعلمة لا تجيد التعامل مع الاطفال فهي تصرخ بوجههم الامر الذي جعل ابنتي تصاب بالخوف المستمر مما ادى الى تراجع صحتها ولا استبعد اذ استمر الحال هكذا بان اجالسها البيت خير لي من ان اخسر طفلتي".
والد احد تلاميذ المرحلة اولى رمى كرة الاتهام في ساحة المعلمين وفي شباك تخلف طرائق التدريس، وعدم وجود تخصص دقيق للتعامل مع الاطفال، ونزع رهاب المدرسة والمعلم، وقال خالد جعفر وهو أب لثلاثة ابناء اصغرهم سيف في الصف الاول ابتدائي ان طفليه الاكبر من سيف لم يواجهوا مخاوف المعلم كونهم مسجلين في مدرسة خاصه ايام الترف المادي بحسب وصفه واضاف لــوكالة النبأ للأخبار: ان "الخلل يكمن بالمعلم الذي يبدأ يومه الدراسي وهم منزعج في البيت او الشارع ويصب جام غضبه على التلاميذ ولا يكترث لدوره التعليمي والتربوي".
التربوي محمد خليل اوضح الاسباب الحقيقة لفوبيا السنة الاولى الدراسية للاطفال وذكر ان "الطفل لم يعتد الابتعاد عن أجواء أسرته فهو يذهب إلى عالم أخر غريب عنه، ولا يألفه بسرعة، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الأهل في تعريف الطفل بالمدرسة، قبل الذهاب إليها بحيث تشرح له المغزى منها، بشكل مبسط كي يطمئن أو يشعر بالأمان فيها، وإنها لا تختلف عن منزله كثيرا وان المعلمة أو المعلم هما بمثابة الأم أو الأب".
واضاف "هذه القضايا لم يحرص أولياء الطلبة الجدد على التثقيف بها بالرغم من أهميتها القصوى، ومنهم لا يعرفها إلا القليل من الأسر ذات المستوى التعليمي الجيد، والتي تعلم مدى تأثير المكان وتغيره على نفسية الطفل".
وتابع: "لا ننسى أيضا سلوك بعض المعلمين الذين لا يهتمون بالتلاميذ القادمين، ويستخدمون الصراخ والتوبيخ وأحيانا الضرب خاصة إذا كانت المدرسة فيها عددا كبيرا يفوق المقرر مما يترك أثرا سلبيا عند الطفل المستجد تجعله لا يرغب بالمدرسة وحتى العزوف عنها بشكل نهائي، ويعجز الأهل على وجود حل له وتذهب سنة دراسية من عمره".
يذكران احد المواقع المهتمة بالجانب التربية والتعليم حددت الصفات المفترض توفرها بمعلم الصف الاول للنجاح بالمهمة فلابد أن تكون لديه رؤية واضحة وتخطيط مسبق وفهم للأهداف المنشودة وعلى وعي بالبرامج الإثرائية للموهوبين والخطط العلاجية للضعاف والمتأخرين، وإن يكون على وعي بخصائص النمو الحركي والحسي والعقلي واللغوي والنمو الانفعالي والاجتماعي للتلاميذ في هذه المرحلة. انتهى/خ.
اضف تعليق