بغداد/ سوزان الشمري:
فلسفة العشق الحسيني، التي نُحِتَت مفرداتها قبل أربعة عشر قرن، بنوع خاص من الإباء والتضحية والثبات والتماسك بين افراد المجتمع رسخت مبادئها اليوم في ان يكون الحسين عليه السلام وثورته هدفاً اسمى لرفض أشكال التفرقة المجتمعية او السياسية.
هذا ما جسده موكب الرسول الاعظم الخاص بالكرد الفيلين والمنطلق من بغداد صوب كعبة الاحرار حيث يحط رحله في شارع السدرة قرب مقام الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
الموكب الذي رفع شعاره باسم "لا للتفرقة بين اطياف الشعب الواحد معاً ضد الانفصال"، في اشارة للرغبات الكردية السياسية المطالبة بالانفصال عن العراق. بأكثر من اربعين خادم حسيني انطلقوا من مدينة الشعب ببغداد يتقدمهم كفلاء الموكب كلا من أثير المندلاوي وسيد لؤي المندلاوي وسيد حيدر الموسوي.
وقال المندلاوي "أن موكبه الذي تشكل بجهود ذاتية من خدام الامام الحسين على اختلاف مصادر رزقهم بين موظفين وكسبه هو تجسيد واضح للرغبة الشعبية الرافضة للمخططات السياسية الهادفة لتفريق شرائح الشعب الواحد".
واضاف "ان موكب الرسول الاعظم الذي يمثل القومية الكردية الفيلية انطلق من بغداد رمز التعايش نحو كربلاء رمز الصمود والثبات وهو رسالة واضحة بان الثورة الحسينية استطاعت رغم حملات الطمس المتتالية عبر قرون حافظت على بقائها، وعلى تأثيرها في الأجيال المتعاقبة".
ويذكر المندلاوي بان "موكبه باشر منذ العاشر من صفر بتهيئة كل مستلزمات الخدمة للزائرين، والوافدين الاجانب من مأكل ومشرب ومبيت، ناهيك عن وجود عيادة طبية مصغرة تخفف عن الزائرين مشاق رحلة الايمان لمئات الكيلومترات، اضافة لوجود حسينة خاصه بالموكب في اشارع العلامة احمد الوائلي حيث تبرع بيها احد خدام الموكب لتكن وقفا لخدمة زوار الامام الحسين عليه السلام للمدة المقررة لاستضافه الزائرين في كل عام وعلى مدى عشرة ايام".
المراقب للأجواء الحسينية من خلال حشد المسير المليوني صوب قلعة الاحرار في كربلاء يرصد ان تلك الشعائر تجاوزت مفهوم العادات والتقاليد الدينية لطائفة تشبعت بالعشق الحسيني وانما هي قلوب نذرت ذلك العشق بوجوب الرحمة الالهية لاطهر بقعة ثوت اجساد ذريته اهل البيت عليهم السلام وعترة الرسول الاكرم . انتهى /خ.
اضف تعليق