زيارة الأربعين عنوان يُطلق على تظاهرة شيعية ينطلق خلالها ملايين من الشيعة بإتّجاه مدينة كربلاء المقدسة لتجديد العهد والولاء في ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) التي تُصادف في العشرين من شهر صفر من كل عام، حيث يتقاطر الشيعة من شتّى المدن والقرى العراقية تُشاركهم في ذلك الوفود الكثيرة من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في أكثر من (80) دولة، لاسيما من إیران وباكستان والهند وسوريا ولبنان وتركيا ودول مجلس التعاون ودول القوقاز والصین وسنغافورة ونیوزیلندا والكثير من الدول الغربية والأفريقية بينها نيجيريا وجنوب أفریقیا وتنزانیا وجزر القمر وغيرها.
وفي لقاء مع مدير مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، الكاتب الصحافي علي الطالقاني، قال "حقّقت زيارة الأربعين هذا العام حضوراً واسعاً وكبيراً، حيث الجموع المليونية التي حضرت في محافظة كربلاء المقدسة وهي ترفع شعارات العهد والولاء لأهل البيت (عليهم السلام) وللوطن، حيث تأتي الزيارة في وقت تُحقّق فيه قواتنا الأمنية إنجازات على القوى الظلامية المُتمثّلة بتنظيم داعش الإرهابي "مضيفاً "هنا برز دور وسائل الإعلام ومنها مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام عبر وسائلها الإعلامية ( شبكة النبأ ووكالة النبأ وصحيفة المختار) لتُسجّل حضوراً داعماً للرسالة الحُسينية التي تحمل مضامين عديدة منها إنسانية ووطنية، ولا يخفي من الواجب علينا أن ننقل هذه الرسالة للعالم الذي بات يشهد إنحداراً إنسانياً وأمنياً، وهي رسالة موجّهة للعالم بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) إستطاع أن يجمع البشرية حوله من خلال مسيرته الخالدة، لذلك نرى اليوم وسائل الإعلام المحلية والدولية تُشارك في تغطية هذا الحدث العالمي والذي يتوافد إليه من مختلف دول العالم وبأعداد مهولة".
من جانبه قال المصور الصحافي برابطة المصوّرين العراقيين الشباب، رضا خير الله مرشد "تُعتبر زيارة الأربعينية أكبر تجمّع بشري سنوي وأضخم المسيرات الراجلة في العالم بحسب تقرير أوروبي، حيث تنفرد بحركتها الإجتماعية الفريدة التي لا تُشابهها حركة في مفاصل المجتمع العام، وتُعد من أهم المُنعطفات الثقافية في تأريخ الحركات الإجتماعية "مضيفاً "كما تُعتبر بذاتها إعلاماً حُسيّنياً مُتميّزاً في نشر معالم ثورة الطف الخالدة وتثبيت جذورها وبيان فضائلها من خلال الموج الجماهيري الذي يتّحد في وحدة المقصد "مشيراً الى "يبرز دور المؤسسة الإعلامية الفاعلة في الإستفادة من زيارة ومسيرة الأربعين وسماتها العلمية من خلال بيان أهداف الثورة الحُسينية المُتمثّل برفض الظلم والإستبعاد والخضوع للطغاة، وإنسانية المبادئ الحُسينية وشمولية المُساهمة ومساحة المُشاركة، علاوةً على قابلية العطاء".
من جانبٍ آخر قال الكاتب الإعلامي بشبكة النبأ للمعلوماتية، الأديب علي حسين عبيد "تتميّز زيارة الأربعين بحجم الزوّار الهائل الذي يتوجّه الى مدينة كربلاء المقدسة سواء من داخل وخارج العراق، لإحياء مراسيم هذه الزيارة المليونية الكبيرة، تعبيراً عن نصرة لم تتحقّق في حياة بطلها الإمام الحسين (عليه السلام)، فحريٌّ بالشيعة والمسلمين عموماً أن ينصروا المبادئ والقيم التي إستشهد من أجلها الإمام المعصوم (عليه السلام)، والتي قدّم من أجلها نفسه وروحه ودمه وذريّته وأهله وأصحابه (عليهم السلام) "مضيفاً إنّ "المسؤولية التي تقع على منظومة الإعلام الحديث الذي يُواكب حالياً زيارة الأربعين المليونية مسؤولية كبيرة، وينبغي أن يتركّز سعيها وعملها على نقل رسالة الفكر الحُسيني ومبادئه الى المسلمين والعالم، وهذا يستدعي جملة من الإجراءات والخطوات التي ينبغي أن تسبقها عمليات التخطيط الإعلامي المدروس، لذلك نحن في الحقيقة إزاء مهمّة حساسة وبالغة الخطورة لاسيما أنّ العالم أجمع ودول المنطقة الإقليمية التي يقع من ضمنها العراق تعيش ظروفاً مُلتبسة ومُتداخلة في المرحلة الراهنة".
فيما قال مراسل إذاعة العهد AM، خضير النصراوي"رُغم أنّ هذه الزيارة تحظى بأهمية دينية خاصّة لدى المسلمين خصوصاً أتباع أهل البيت (عليهم السلام) إلا أنّها تحظى أيضاً بأهمية خبرية كبيرة لعدّة أسباب منها أنّها تُقام في ظل هجمة إرهابية شرسة يتعرّض لها العراق بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وما لهذا الأمر من تداعيات خطرة على أرواح ودماء الزائرين خصوصاً وأنّ الكثير من المواكب والهيئات الحُسينية قد تعرّضت الى هجمات إرهابية خلال السنوات الماضية راح ضحيّتها المئات من الزوار أثناء توجّههم الى مدينة كربلاء المقدسة مشياً على الأقدام من مسافات بعيدة جداً من داخل العراق وأكثر من (80) دولة "مضيفاً "بالإضافة الى ذلك تحمل زيارة الأربعين ميزة أخرى، فبينما ترتبط هذه الزيارة بالمسلمين الشيعة إلا أنّ أهل السُنة والنصارى والصابئة والإيزديّين والطوائف الأخرى يُساهمون في فعالياتها وتقديم الخدمات للزائرين، وهذه ميزة فريدة تتميّز بها هذه المراسم الدينية وهي تعني أنّ الجماهير وبمنأى عن اللون والعرق والمُعتقد يعتبرون الإمام الحسين (عليه السلام) رمزاً عالمياً عابراً للحدود".
وعن مشاركة وسائل الإعلام العربي والغربي لتغطية زيارة الأربعينية المليونية، أكد مدير قسم الإعلام والإتّصال الحكومي في المحافظة، توفيق الحبالي "مشاركة أكثر من (450) إعلامي وصحافي من مراسلين ومصوّرين وفنيّين لعدد من الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية من داخل وخارج العراق، من بينهم القناة والوكالة البحرانية والجمعيات الخاصّة بالتصوير السعودية وقناة الـ (BBC) وصحيفة ذي أندبندنت (The Independent) البريطانية ووكالة كريستيان ساينس مونتير الأمريكية وقناة أهل البيت (عليهم السلام) الألمانية وتلفزيون إيران/ الأولى والثانية وقناة الكوثر الإيرانية وقناتي المنار والصراط اللبنانيتين وتلفزيون بريس TV وقناة بيان الكردية وقناة فرانس 24 الفرنسية، فضلاً عن مشاركة أكثر من عشرين شخصية إعلامية وصحافية عربية وأجنبية (شركات حرّة) "مضيفاً "نتوقّع وصول عدد آخر من وسائل الإعلام العربية والأجنبية خلال الأيام المُقبلة "مشيراً الى "مشاركة عدد كبير من وسائل الإعلام والصحافة العراقية لتغطية ذكرى زيارة الأربعينية، فضلاً عن ذلك تمّ تعزيز مكاتب بعض القنوات الفضائية العاملة في المحافظة بكوادر إضافية من المقرات العامة لها، إضافةً الى وصول عدد عجلات البث المُباشر (أس أن جي) للقنوات الفضائية ووكالات الأنباء نحو (20) عجلة، وسيصل يوم غد الخامس عشر من شهر صفر الجاري أكثر من (80) شخصية إعلامية وأدبية ومُفكّرين وباحثين من مختلف دول العالم ومن جنسيات مختلفة ستُشارك في تغطية زيارة الأربعينية لهذا العام".انتهى/س
اضف تعليق