صابرين خزعل حمادي
عيونهم تحكي الحزن المستبد في أرواحهم والغبن المستمر من مجتمع أهمل المطالبة بحقوقهم والذي فقدوا فيه القدرة على النطق والمطالبة بها امام المسؤولين، قصص متعددة في ملامح وجوههم المتعبة من خدمة زوار الحسين (ع)، لكن الفخر يملئ قلوبهم ويرفعون هاماتهم عاليا رغم عجزهم عن الكلام ووصف شعورهم لجميع من مر على موكبهم الاستثنائي والإنساني المميز.
أطفال وشباب ورجال كبار في العمر يقدمون الوجبات الغذائية مثل الماء والشاي لجميع من مر أمام موكبهم وبشكل يومي ومستمر، موقف تقشعر له الأبدان وتخشع له كل قيم الإنسانية فتتدفق الدموع بدون أحساس لرؤية هذه الشريحة التي تعاني فقدان السمع والنطق يخدمون في سبيل الحسين دونما ملل او كلل وبأبسط الوسائل المتاحة لهم.
يتحدث ماهر صباح مهدي، وهو حلقة الوصل بين خدام الحسين (ع) من الصم والبكم، والمحيط الاجتماعي يذكر بأن الموكب انشئ منذ تسعة اعوام وشكله مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، (الصم والبكم ) فلا فرق بين متحدث وصامت في الحب الحسيني، اذ وبحسب ماهر ان خدام هذا الموكب اخذو على عاتقهم تقديم الخدمات للزائرين بلغة الاشارة فيما يوكد تعاطف مجتمعي معهم".
بوجه مبتسم وثقة كبيرة وضحكة تسر الجميع وعيون تهوى الحديث وتتمنى أن ترسم صوت الروح بشكل واقعي ولكن فقدان النطق يجعله مستحيل تحدث علي احمد عبد، وهو من المسؤولين في الموكب ويقوم بدور الطباخ الرئيسي لجميع وجبات الطعام تكلم بمساعدة "ماهر" قائلا أن "العتبة العباسية هي من يدعم موكبهم من خلال تسليمهم المواد الغذائية وبشكل مستمر وهي الوحيدة التي تساعدهم في بقاء موكبهم وبشكل سنوي".
وأكد أن "هناك اكثر من ثلاثة مواكب خاصة بالصم والبكم منتشرة في مناطق كربلاء بعضها يقوم بتقديم الشاي فقط للزائرين، فيما البعض الأخر أخذ على عاتقه توزيع الوجبات الغذائية وبشكل يومي".
مطالبا المسؤولين في محافظة كربلاء بضرورة أيجاد مكان لهم وتخصيصه من اجل الاستمرار بخدمة زوار ابى عبدالله وايضا التواصل فيما بينهم مقارنة ببقية شرائح المجتمع، وايضا من اجل التواصل مع بقية زوار الحسين من الصم والبكم وإيجاد مكان مخصص لهم يخدم توجهاتهم وتطلعاتهم".
حمزة محمد خادم حسيني اخر يواجه مشكلة الصم دعا الحكومة المحلية في كربلاء لتخصيص قطعة أرض باسمهم لبناء مسجد او حسينية تكون خيمة لكل ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم وتكون مقراً رئيساً لهم من اجل تقديم أفضل الخدمات لزائري الأمام الحسين دون الخوف من التعرض الى مضايقات من قبل بعض المواكب المجاورة لهم ، متوعدا ببناء قطعة الأرض من خلال التبرعات وجمع المساعدات بسبب التشتت في اماكن تواجدهم وعدم وجود مكان مخصص لهم وبشكل ثابت. انتهى /خ.
اضف تعليق