فسخت الحكومة العراقية عقد مع شركة "أوليف" الأمنية المملوكة للإمارات؛ لتأمين الطريق الدولي السريع الرابط بين بغداد والعاصمة الأردنية عمّان؛ بسبب تحفّظات على الشركة المتهمة بارتكاب انتهاكات خطيرة في اليمن وليبيا ودول أخرى بالمنطقة لحساب حكومة أبوظبي، حسبما كشف مسؤولون عراقيون.
وقدم عدد من أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مقترحاً لرئيس الوزراء يقضي بتولي الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب المهمة عوضاً عن الشركة، بعد انتهاء المعارك مع تنظيم داعش.
ونقلت صحيفة قطرية عن مسؤول حكومي عراقي رفيع إن "الاتفاق مع شركة أوليف تم التراجع عنه من قبل بغداد، كما أن الشركة نفسها بدت مترددة في المباشرة بالمهمة التي تم تكليفها بها؛ بسبب مخاوف من هجمات ذات طابع سياسي تستهدفها".
وأوضح أن "السبب الأول في تراجع بغداد هو ثبوت تورط الشركة وأعضائها في جرائم وأعمال استخباراتية في دول عدة بالمنطقة".
وأضاف من الأسباب، أيضا، "الشراكة غير المفهومة بين حكومة أبوظبي التي تملك أوليف، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ضغط من أجل فوز الشركة بالعقد".
ويضاف إلى ذلك، علاقات خلفيات الشركة، ورؤساء الوحدات الأمنية العاملة فيها مع شركة "بلاك ووتر" الأمريكية سيئة السمعة، وخاصة في العراق، حسب المسؤول ذاته.
بدوره، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حاكم الزاملي، إن "اعتراضات سياسية وأخرى أمنية وجهات كثيرة أخرى، حالت دون تنفيذ العقد مع الشركة لتأمين طريق بغداد عمان بطريقة الاستثمار الطويل".
وأضاف أن "الشركة نفسها أيضاً انسحبت أخيراً، واليوم المناطق تحررت، ولا حاجة لتأمين خارجي؛ فالقوات العراقية وأبناء (محافظة) الأنبار (غربي العراق، والتي يمر الطريق المذكور عبرها) قادرون على القيام بالمهمة".
غير مريحة استخبارياً
من جهته، بين عضو مجلس النواب إسكندر وتوت، أن "المعترضين على الشركة أكثر من الموافقين عليها؛ فقسم يقول إن الشركة غير مريحة استخبارياً، وآخرون يقولون إن لدينا قوات كافية لتأمين الطريق والقيام بمهام هذه الشركة، رغم أن للشركة إمكانيات كبيرة كالطائرات وأجهزة الرصد وغيرها، وأعتقد أنه لا يوجد شيء حاسم بإنهاء الاتفاق معها، لكن بشكل عام الموضوع انتهى من حيث بدأ".
واعتبر مستشار الأمن الوطني السابق في العراق، موفق الربيعي، أن "شركة أوليف الأمنية هي نفسها شركة بلاك ووتر وغيّرت اسمها بداية الأمر إلى شركة كونستالس ومن ثم إلى أوليف، وباتت جاهزة للعودة بحلتها الجديدة، وتمكنت من الحصول على مناقصة استلام وصيانة وتأمين الخط الدولي الذي يربط بغداد مع عمّان".
يشار إلى أنه كان من المفترض أن تباشر الشركة عملها في العراق لتأمين طريق بغداد عمان بطول 520 كيلومتراً، من شرق مدينة الفلوجة (بمحافظة الأنبار) إلى معبر طريبيل الحدودي مع الأردن؛ بهدف تسهيل حركة عبور الشاحنات التجارية وأساطيل نقل النفط الخام إلى الأردن عبر الصهاريج، التابعة لوزارة النفط العراقية.
وكانت مدة العقد 15 عاماً، على أن تحصل الشركة على رسوم وعائدات دخول الشاحنات من وإلى العراق، فضلاً عن بنائها محطات استراحة ومناطق تزود بالوقود، ومطاعم يعود ريعها للشركة ذاتها.
كانت بلاك ووتر طُردت من العراق، بقرار برلماني، في 2007؛ بسبب ما عرف حينها بـمذبحة ساحة النسور في بغداد، منتصف سبتمبر/أيلول من العام ذاته، عندما أقدم عناصر الشركة على فتح النار على سيارات مدنية تقل عائلات عراقية بحي المنصور وسط العاصمة؛ ما أدى إلى سقوط 41 مدنياً بين شهيد وجريح بينهم أطفال. انتهى /خ.
اضف تعليق