أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، اليوم السبت، أن تحقيق الاستقرار المالي والنقدي والاقتصادي المستدام ليس هدفا بذاته وحسب، بل هو أيضا أساس للاستقرار السياسي ومشروعٌ استراتيجيٌّ كبيرٌ للتنمية المستدامة والتطور المدني.
وشدد في كلمة القيت نيابة عنه اطلعت وكالة النبأ للأخبار على نسخة منها، أمام المؤتمر السنوي الثالث للبنك المركزي العراقي الذي بدأ اعماله ببغداد، اليوم السبت، تحت شعار "دور البنك المركزي العراقي في تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي"، على ضرورة خطة استراتيجية لتحديث البنى التحتية للنظام المصرفي العراقي، معربا عن الثقة بقوة آفاق ازدهار الاقتصاد العراقي مستقبلا.
وأشار معصوم، إلى "ان العراق بات محط أنظار كثير من المؤسسات الاقتصادية والشركات العالمية للاستثمار فيه أو التعاون معه أبرز أهمية تعزيز الدور القيادي للبنك المركزي العراقي في دعم الشراكة مع المصارف الأجنبية المعتمدة وتسهيل التعاملات مع المؤسسات النقدية المحلية والخارجية"، وفي ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيّدات والسّادة الحُضور، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم وأحيّي ما بذلتم وتبذلونه من جهدٍ كريمٍ، لأنجاح هذا المؤتمر السنوي الثالث للبنك المركزي العراقي الذي يعقد هذا العام لمناقشة دور البنك المركزي العراقي في تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي المستدام، وتشترك في أعماله، هيئات وطنية ودولية معنية بالسياسات المالية والنقدية والاقتصادية.. وأكاديميون وخبراء عراقيون وأصدقاءٌ.. يجمعهم الحرصُ على تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي المستدام لبلادنا في مختلف القطاعات وعبر مختلف السبل وفي مقدمتها تعزيز دور القطاع المالي وتقوية العلاقة بين مؤسسات السياسة النقدية ومتغيرات الاقتصاد بمجمله، كما يجمعهم السعيُ إلى خلق حوار تفاعلي بين المسؤولين عن السياسة النقدية والأكاديميين والباحثين يهدف إلى تحديد الخيارات والآليات التي ينبغي على السياسة النقدية العراقية تبنّيها لتحقيق الاستراتيجية المنشودة في هذا الشأن.
وهما حرصٌ وسعيٌ نبيلان، يستهدفان حماية مصلحة الشعب العراقي في الأساس، ويأتيان في ظرف دقيق يقترن بعزم العراقيين على المضي قدما لاستكمال بناء دولتهم الديمقراطية الحديثة القائمة على احترام الحقوق والحريات التي كفلها الدستور والمتطلعة إلى نيل ثقة المجتمع الدولي والساعية على المدى المنظور إلى تحقيق عودة كريمة لكافة النازحين والمباشرة باعمار المناطق المحررة إلى جانب مواصلة مكافحة الارهاب وتمتين الوحدة الوطنية الحقة.
اننا على ثقة بان آفاق ازدهار الاقتصاد العراقي قوية مستقبلا بفضل قدرة شعبنا على تجاوز الصعوبات في هذا المجال لا سيما بعد النصر العظيم الذي حققه على عصابات "داعش" الارهابية. بيد أن تحقيق الاستقرار المالي والنقدي والاقتصادي المستدام ليس هدفا بذاته وحسب، بل هو أيضا أساس للاستقرار السياسي ومشروعٌ استراتيجيٌّ كبيرٌ للتنمية المستدامة، وللتطور المدني.. إلى جانب كونه مصدراً لتعزيز العوائد المالية والاقتصادية من خلال الاستغلال والاستثمار الأفضل للموارد والطاقات. وهو امرٌ ممكنٌ جداً، يدعمه واقع الثقة الدولية المتزايدة بالعراق الذي بات محط انظار كثير من المؤسسات الاقتصادية والشركات العالمية للاستثمار فيه او التعاون معه ما يستدعي تطوير آليات التعاون الدولي والاستجابة مع مقتضياته لما فيه تعزيز المصالح الوطنية العليا.
واذ أتمنى النجاح لأعمال مؤتمركم الكبير الأهمية هذا.. يُسعدني أن أغتنم هذه الفرصة، لأثمن عالياً.. خبرات وجهود كوادر البنك المركزي العراقي بكافة التخصصات والفروع وكفاءة الخبراء الماليين والنقديين العراقيين جميعا، لما أظهروه من روح وطنية مخلصة وحرص رفيع، عززت سعي البنك المركزي المثابر لإعادة العلاقات المصرفية مع المؤسسات والمصارف العالمية، وفي مجال ملاحقة مصادر تمويل الإرهاب وبؤر الفساد ما يتطلب استراتيجية طويلة الأمد بموازاة كسب ثقة المنظمات الدولية بالجهاز المصرفي العراقي وارساء بناه التحتية على أسس تقنية متطورة، وبما يساعد على فتح قنوات تعزيز فرص الاستثمار واعتماد استراتيجية للتعاون تهدف إلى ضمان التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق نجد من الضروري التأكيد على أهمية تعزيز الدور القيادي للبنك المركزي العراقي في دعم الشراكة مع المصارف الأجنبية المعتمدة وتسهيل التعاملات مع المؤسسات النقدية المحلية والخارجية وتدعيم وتكامل عمل فروعه كافة بهدف توحيد النظام المصرفي العراقي وحل كافة المشاكل والعقبات التي تواجه الشركات والهيئات العاملة في البلاد بما يخدم النهوض بالواقع المالي وتسريع بناء نظام اقتصادي متكامل وقوي، لكل العراق.
ان بلدنا الذي حقق انتصارات بطولية على الارهاب.. دفاعاً عن كرامة شعبنا والإنسانية جمعاء.. ويعمل بعزم إلى بناء نظام يكفل حماية ورعاية المواطنين في دولة حديثة ومتقدمة في كل المجالات بما فيها المصرفية، يطمح بقوة أيضا إلى انجاح ارادته بحماية وتطوير استثمار ثرواته وموارده المالية لصالح كل العراقيين دون استثناء ولصالح الاجيال المقبلة ايضا.
مرة أخرى أحيي جهودكم وأتمنى لكم ولمؤتمركم كل الموفقية والنجاح، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.انتهى/س
اضف تعليق