بابل - جليل الغزي
نجحت مبادرة التعاون المجتمعية التي اطلقتها وزارة التربية باكمال ترميم العشرات من المدارس في عموم محافظة بابل بعد ان تعذر على الوزارة توفير المخصصات المالية لترميمها وتحولت الى خرائب لا ترقى لان تكون مؤسسات تعليمية تربوية.
وأخذت العشرات من المنظمات الشبابية والعوائل في المحافظة على عاتقها تأهيل المدارس القريبة من أماكن تواجدها عبر حملات تطوعية وتبرعات مالية.
وقال مدير عام تربية بابل حسين خلف السالم لوكالة النبأ للأخبار ان "مبادرة التعاون المجتمعية التي اطلقتها وزارة التربية تحت عنوان (مدرستنا بيتنا) نجحت حتى هذه اللحظة بترميم ٧٠ مدرسة في عموم محافظة بابل وتمثل الترميم ببناء مرافق صحية وصبغ الصفوف وبناء الاسيجة الخارجية للمدارس بالإضافة إلى صيانة المقاعد الدراسية".
وبين السالم ان "ترميم هذا العدد من المدارس ساهم في تحسين واقع العملية التربوية في بابل بعد ان مرت بحالة من العسر الشديد نتيجة تهالك العديد من الأبنية المدرسية وعجز الوزارة عن إعادة بناء الكثير من المدارس التي كان من المقرر اعادة بناءها بعد ان تم تهديمها بالاضافة الى عمل بعض المدارس بثلاث وجبات لليوم الواحد"٠
ويقول عايد عبدالله " ٥٠ عاما " انه نظم اكثر من حملة تبرع بالاموال بين أولياء أمور الطلبة في منطقته لتنفيذ اعمال الصيانة بمدرسة الفراهيدي التي تجمع أبناء المنطقة بعد ان تهالكت جدرانها الخارجية وانعدمت فيها الخدمات الصحية والمياه وأصبحت غير لائقة للتعليم.
ويرى عايد انه كان "مضطرا للعمل باتجاه جمع التبرعات لترميم المدرسة لضمان استمرار ابنائهم بتلقي تعليمهم دون ان ينتظروا الحكومة".
ولا يختلف الحال مع تجمع "همة شباب " الذي أتخذ على عاتقه ترميم ٣ مدارس في ناحية الشوملي بمجهود ذاتي وتبرعات مالية من قبل الأهالي.
ويقول مسؤول التجمع غزوان الحسناوي ان "واقع حال المدارس وعجز الحكومة عن ترميمها دفعهم الى تنفيذ حملات طوعية لتأهيل العديد منها لتصبح مؤهلة للتعليم".
وتعاقدت الحكومة المحلية في بابل عام ٢٠١٤ مع شركة المنصور التابعة لوزارة الإسكان والإعمار لتنفيذ ٣٤ مدرسة في عموم محافظة بابل بطريقة البناء الجاهز الا ان الشركة أخفقت في تنفيذ العقد مع انها تسلمت ٨٠٪ من قيمة المبلغ الاجمالي للعقد وما تزال الهياكل في أماكنها المخصصة للبناء دون ان يجري العمل على اكمالها.
ويرى الناشط المدني حسين الفنهراوي ان "زيادة العمل المجتمعي والحملات التطوعية بشأن ترميم المدارس امر جيد ويعبر عن وعي المجتمع لكن ليس من الصحيح ان تعتمد وزارة التربية على المبادرات المجتمعية او تجعلها بديلا عن دور الوزارة في تأهيل وصيانة المرافق التعليمية"، لافتا الى انه "من غير المبرر ان يسمح الأهالي والمنظمات الشبابية للوزارة ان تعتمد على المبادرات المجتمعية فقط في تأهيل المدارس والمؤسسات التربوية بل يجب ان تأخذ الوزارة دورها في تنفيذ واجباتها اتجاه مؤسساتها التعليمية".
فيما استثمرت بعض الأحزاب السياسية في المحافظة الحملات التطوعية وهيأت فرق خاصة تابعة لها للدخول الى المدارس بحجة تنفيذ اعمال الصيانة والتاهيل والتثقيف لها ومحاولة كسب أصوات الكوادر التعليمية وذوي الطلبة من خلال أعمال الصيانة للمدارس. انتهى /خ.
اضف تعليق