وصفت منظمة الاغذية والزراعة في الامم المتحدة فاو هذا العام بأنه الاسوأ على العراق منذ عام 1941 من ناحية انحسار تساقط الامطار، في حين حذر خبير بيئي من سوء هذه الحالة في حال عدم اتخاذ اي خطط للطوارئ خلال المرحلة القادمة.
وقال ممثل المنظمة في العراق الدكتور فاضل الزعبي لوكالة ألنبأ للأخبار، ان انحسار الامطار في هذا الموسم لم يأتي مثيله الا في عام 1941، مبيناً بأن الجفاف هذا العام حاد جدا ويجب على الجهات المسؤولة اتخاذ اجراءات عاجلة لعبور هذه المحنة.
واضاف الزعبي ان انحسار الامطار سيؤثر على الغطاء النباتي والذي سيؤدي بدوره الى التاثير على العلف والثروة الحيوانية، متوقعاً حصول نفوق بنسبة 20 بالمئة في الثروة الحيوانية وانخفاض انتاجيتها بنسبة 40 بالمئة، فضلاً عن انحسار الغطاء النباتي بنسبة60 بالمئة، وهذا كله يستدعي القيام بخطة طوارئ من قبل وزارة الزراعة لدعم مربي الاغنام.
وتابع ان مطرة الانبات لمحولي الحنطة والشعير لم تنزل حتى الان، مبيناً تأثر الزراعة المعتمدة على المطر بشكل كبير وقد تنخفض الى نسب قد تصل الى 25 بالمئة مما يؤثر بالتالي على وضع الامن الغذائي في العراق، مطالباً الجهات المعنية اتخاذ اجراءات طارئة لتلافي ذلك، في حين ستكون ملاكات المنظمة على استعداد للتعاون مع تلك الجهات بما لديهم من خبرات.
من جانبه حذر الخبير البيئي الدكتور حازم عزيز الربيعي عميد كلية علوم البيئة في جامعة القاسم الخضراء من كارثة بيئية على بعض المحافظات الوسطى والجنوبية والتي قد لا يجد اهاليها مياه للشرب في فصل الصيف.
وقال الربيعي في تصريح لوكالة ألنبأ للأخبار، ان المناطق الصحراوية في الشرق الاوسط قد تأثرت بالتغيرات المناخية التي اصابت جزءا من مناطق العالم،مبيناً بان العراق هو الاكثر تاثرا بظاهرة الاحتباس الحراري مما ادى الى حصول تغير بانماط التساقط المطري والذي اثر سلبا على وفرة المياه، مبيناً ان المصدر الرئيس للمياه التي تأتي الى العراق هما تركيا وايران واللذان يعانيان من شحة المياه منذ سنوات بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة سقوط الامطار في بعض المدن الاوربية.
وتابع الربيعي ان جميع الروافد من جهة ايران المغذية لانهر دجلة وكذلك الى شط العرب غيرت مساراتها تقريبا بنسبة عالية باتجاه الاراضي الايرانية، مبيناً ان من يمر على جهة اقضية مندلي وزرباطية يلاحظ وجود "مقابر من النخيل" والتي وصلت الى مرحلة الموت بسبب الجفاف الذي اصاب الاراضي هناك،اضافة الى مشكلة ملئ سد اليسو من قبل الجانب التركي في حزيران مما سيؤدي الى تاثر مناطق جنوب بغداد والديوانية والمثنى والناصرية وكذلك واسط وميسان بشحة المياه، ملمحاً ان درجات الحرارة في حال وصولها الى معدلات غير طبيعية في فصل الصيف فقد يصعب على تلك المناطق ايجاد مياه للشرب مما يؤدي الى نزوح اهاليها.انتهى/س
اضف تعليق