بغداد – سوزان الشمري
ما نشاهده عبر مواقع التواصل الاجتماعي او البرامج التلفزيونية لأسر ينهش الفقر والجوع فيهم لا يقاس عما تشهده الجامعات العراقية في هذه الايام من بذخ وترف في اقامة حفلات التخرج التي تتزامن اقامتها في مثل هذا التوقيت سنوياً فشتان ما بين الاثنين!
اذ تعاني شريحة من الطلبة المصنفين ارتفاع اجور المشاركة في حفلات التخرج التي تتراوح قيمة الاشتراك فيها بين 300- 500 دولار وهو ما يشكل عبئا كبيرا يرهق طلبة واسر محدودي الدخل فباتت من ذكرى الى بذج وتباهي يتسابق فيها بعض الطلبة المترفين على حساب اقرانهم من الاسر الفقيرة الامر الذي دفع بعض أساتذة الجامعات الى تقنين تلك الحفلات، فيما عدها بعض الطلبة بالتجربة غير الملزمة لذوي الدخول المحدودة.
في بغداد حيث مجمع الكليات بالجادرية تشهد اجواءها حفلات تخرج والتقاط صور جماعية وفردية الغير طالب فيها سواء مراجع او خريج مضى على تخرجه عده سنوات يتفاجأ بعروض ازياء مكلفة وفنون تصويرية باذخة لكن الواقع يفرز فريقين بين طلبة مترفين واخرون يشكون ضنك العيش.
عند مراجعتك للجامعة تتوقع بان يكون هناك ثمة مهرجان طلابي لعروض ازياء تنوعت بين (الفلكلورية والعصرية).
احدى الطالبات قالت انها صرفت على إطلالتها "اكثر من خمس اوراق" اي ما يعني 500 دولار ناهيك عن أجور المصور وحفله التخرج التي سوف تقام بقاعة للحفلات.
طالبة اخرى كانت تسترق النظر بصمت على مجموعة من الطالبات الاتي استعرضن زيهن الفاخر امام عدسة المصور وهي ايضا طالبة في مرحلتها الدراسية الاخيرة لكنها وبحسب ما اختصرت جوابها عن تحضيراتها للحفلة تخرجها بان "الجود من الموجود"، وتضيف "اعيش وسط عائلة يصارع الاب يومه من اجل قوت ابناء واخوة صغار". واختتمت حديثا "حفلات التخرج لها أصحابها وعن نفسي سأكتفي بالصورة الجماعية فقط".
احد الاستاذ غزوان جبار وهو استاذ في قسم الاعلام بالجامعة المستنصرية اوضح حول تفاقم ظاهرة البذخ لحفلات التخرج الجامعية بالقول ان المجتمع العراقي اليوم عبارة عن طبقتين اما مترفة جدا او فقيرة جدا وشتان ما بين الاثنين، عكس ما كان في سنوات مضت اذ كانت غالبية الاسر العراقية تصنف بالمتوسطة المعيشة".
واضاف ان "الاحتفال بالتخرج الجامعي تجاوز السياقات المسموح فيها من حيث الازياء والصور والحفلات الخاصة، وهذا الامر انعكس بشكل او باخر على مستوى التعليم الجامعي الذي يؤشر عليه بالتراجع".
ويتابع ان "طلبة المراحل الاخيرة شغلهم الشاغل حفلة التخرج والازياء والإكسسوار والصور دون اكتراث لبحث التخرج او النتائج النهائية لدراستهم الجامعة فهو اخر همهم".
ويطالب جبا وزارة التعليم العالي بتقنين حفلات التخرج ، ووضع الاطر المناسبة للاحتفال فيها منعا ً لأحراج طلبة الاسر الفقيرة ممن لا يجدون قيمة اجور الصورة الجامعية، فما بالك في حفل طلابي وعروض للأزياء تتجاوز ال 500-600 دولار". انتهى/خ.
اضف تعليق