كربلاء / عدي الحاج
ناقش مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث ضمن حلقاته الشهرية المتلفزة، الورقة النقاشية الموسومة (التوازن بين الجسد والروح في الإسلام..قراءة في رسالة الحقوق للإمام السجاد "عليه السلام") قدّمها الباحث في الشؤون الدينية بحوزة النجف الأشرف، سماحة السيد نبأ الحمّامي، وحضرها عدد من رجال الدين والفضيلة بمكتب آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في كربلاء المقدسة، وباحثين وناشطين وصحفيين.
وقال السيد الحمّامي، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، إنّ "أساس الانحرافات التي أصابت البشرية في تأريخها الطويل هو الإخلال بمعادلة التوازن بين الروح والجسد، فبعض توهّم أنّ سعادة الإنسان وكماله إنّما يكون في التكامل الروحي، فمن سما بروحه عن الماديات عن طريق الرياضة الروحية ومجاهدة كل الشهوات والميول النفسية فقد نال مُبتغاه من السعادة وإرتقى مدارج الكمال".
مضيفاً إنّ "أصحاب هذا الإتّجاه يرون أنّ تكامل الإنسان وسعادته يتحقّقان بحرمان البدن والإرتقاء بالروح عن الأمور المادية من المال والملذات والشهوات".
مشيراً الى أنّ "منشأ سعادة الإنسان وتكامله والتي عليها المجتمع الغربي المتمدّن اليوم فتذهب الى عكس ذلك إذ ترى أن التمسّك بالجانب المادّي وإشباع الشهوات هو الطريق الحصري للسعادة والكمال، أما نظرة الإسلام لرقي الإنسان وسعادته وتكامله فهي تأخذ بنظر الإعتبار جميع جوانبه المادية والمعنوية (الروحية والجسدية)".
من جانبه قال مدير المركز، حيدر الجراح، أنّ "رسالة الحقوق هي عبارة عن مجموعة تعاليم أخلاقية كتبها الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) وهي من الذخائر النفيسة التي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالإنسان وحقوقه كلّها وتشتمل على شبكة علاقات الإنسان الثلاثة، مع ربّه ونفسه ومجتمعه، وترسم حدود العلائق والواجبات بين الإنسان وجميع ما يحيط به".
منوّهاً على أنّ "رسالة الحقوق تشتمل على خمسين مادة هي حقوق عامّة وخاصّة، تحتوي على البنود الرئيسية التالية (حقوق الله عزّ وجلّ، حقوق الجوارح، حقوق الأفعال، حقوق الأئمَّة، حقوق الرعية، حقوق الرّحم، حقوق الآخرين)".
مشيراً الى أنّ "هناك ثلاث وجهات نظر عن العالم، الأولى رؤية مادّية ترى العالم بإعتباره مادة محضة وهي فلسفة تنكر التطلعات الروحية للإنسان، أما الثانية فهي الرؤية الدينية المجرّدة وهي ترى في الدين تجربة روحية فردية خاصّة لا تذهب أبعد من العلاقة الشخصية بالله، وهي أيضاً تنكر الاحتياجات المادّية للإنسان، أما الرؤية الثالثة فتعترف بالثنائية الإنسانية وتحاول تجاوزها عن طريق توحيد الروح والمادة، وهذا الأمر ينطبق على الإسلام". انتهى/خ.
اضف تعليق