بغداد – سوزان الشمري
ما زال تهديد خروج الحزب الشيوعي من قائمة سائرون الفائز الاول بالانتخابات التشريعية لعام 2018 يشكل اهم مخاوف انحلال القائمة التي يسعى زعيمها مقتدى الصدر لابقائها قائمة عابرة للطائفية وشاملة للتنوع الديني والسياسي في العراق -بحسب قوله- والتي انطلقت شرارتها ابأن اعلان التحالف مع قائمة الفتح بقيادة هادي العامري.
مراقبون وجهات سياسية رجحوا ان يكون الخلاف بين الشركاء في سائرون لا يحمل ابعاد سياسية اذ قال عضو التحالف جواد الموسوي، إن "الخلاف داخل الحزب الشيوعي لا يشكل خلافا سياسيا إنما اختلاف في وجهات النظر بين قيادات الحزب"، لافتا الى إن "اغلب قيادي الحزب الشيوعي رحبوا بتحالف الصدر والعبادي والعامري لتشكل الكتلة الأكبر".
واضاف إن "أمر انسحاب الحزب الشيوعي من تحالف سائرون غير دقيق وعار عن الصحة"، مبينا إن "الحزب الشيوعي لم يضع شرطا على سائرون في قضية التحالفات مع الكتل السياسية".
مخاوف الحزب الشيوعي ذات الصبغة المدنية والعلمانية التي تسعى لفصل الدين عن السياسة برز كأول حزب يلتزم بعدم مشاركة الاحزاب الدينية بمسك مقاليد الحكم في البلاد وسعى بحسب شخصيات مقربة لأبعاد سيطرة حزب الدعوة عن رئاسة الوزراء.
اذ ذكر مصدر مقرب من سكرتارية الحزب الشيوعي العراقي وقت سابق، بأن "خلافات" سياسية نشبت بين قيادات الحزب بعد تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع تحالف الفتح، مشيرا الى احتمالية انفصال الحزب عن“تحالف سائرون.
ولتطمين الحزب الشيوعي والكتل والاحزاب المتألفة ضمن قائمة سائرون فقد صرح السياسي حسن العلوي بان "الولاية الخامسة لحزب الدعوة باتت من الماضي".
واعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الثلاثاء الماضي عن تشكيل تحالف بين سائرون والفتح لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، فيما لحق هذا التحالف انضمام قائمة النصر بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي .
واعتبر العلوي تحالف الصدر مع الفتح مبني على إقصاء حزب الدعوة من رئاسة الوزراء التي ظفر بها للمرة الخامسة، وفيما اكد أنهم سينجحون في ذلك، بين ان ثقة السنة بالصدر قلقة.
وقال العلوي إن "الولاية الخامسة لحزب الدعوة باتت من الماضي بعد تقارب الصدر من الفتح وسيكسر الجمود الإقليمي بهذا التقارب".
وأضاف أن "الصدر وضع شروط صعبة على العبادي مقابل القبول به كرئيس وزراء إلا أنها انتهت برفض العبادي تلك الشروط والتي على أساسها جرى التقارب من الفتح".
وأوضح ان "الكتل السنية ثقتها قلقة بالصدر وزادت بعد تحالفه مع العامري"، مشيرا الى ان "شخصية العامري لا توجد لديها ضغينة تجاه كل المكونات وابعد شخصية سياسية عن الميول الطائفية".
وجرت الانتخابات البرلمانية في (12 من شهر ايار 2018) في بغداد والمحافظات وسط اجراءات امنية مشددة، وأعلنت مفوضية الانتخابات بعدها بساعات، أن نسبة المشاركة بلغت 44% بمشاركة أكثر من 10 ملايين شخص من اصل 24 مليوناً يحق لهم المشاركة في الانتخابات.
وجاءت النتائج تصدر تحالف سائرون التي يدعمها مقتدى الصدر اولا على مستوى المحافظات يليه تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري، ومن ثم ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي.
من جهة اخرى كشفت مصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، عن وجود اتفاق بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي، على المضي بنتائج اجتماعات اللجنة مشتركة بين الكتلتين، مبينة ان اللجنة حسمت تشكيل الكتلة الأكبر في بغداد وليس الحنانة في النجف الاشرف.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء الأول بين اطراف اللجنة أثمر عن اتفاق على خطوات مشتركة بين الطرفين، لتشكيل تحالفات من شأنها تكوين الكتلة الأكبر، وتشكيل الحكومة المقبلة، من دون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل. بحسب صحيفة الاخبار.
ووفق المصادر، فإن حراكاً يجري حالياً داخل الدعوة بهدف توحيد جناحَي الحزب، تفادياً لإمكانية خروجه من الحكم. ومن هنا، يرجّح بعض دعاة المصالحة في الحزب احتمال تحالف المالكي والعبادي مجدداً، على أن يُعاد إطلاق ورشة تشكيل الكتلة الأكبر من بغداد ــ وليس الحنانة ـــ، خصوصاً إذا ما تمسكت القوى المنضوية في ائتلاف الصدر بمطلب إخراج منصب رئيس الوزراء من الدعوة.
وتضيف المصادر أنه إذا تم تحالف "الخمسة الكبار"، فإن الدعوة سيسعى إلى تشكيل جبهة متماسكة، من أجل الوقوف أمام أي مقترح يقضي بخروج السلطة من يده.
على خط موازٍ، وفي سياق الحديث عن إعادة إحياء التحالفات التقليدية، تحدثت معلومات عن نقاشات داخل البيت السنّي بهدف ترتيب موعد لجمع الكتل النيابية الممثلة لهذا المكوّن، تمهيداً لإعلان تحالف يجمعها، على أن يكون من مهامه التواصل والتنسيق مع التحالف المرتقب إعلانه بين قوى البيت الشيعي، فيما سيتولى رئيس البرلمان الحالي، سليم الجبوري، مسؤولية الحوار والتواصل.
وتفيد المعطيات المتداولة، بهذا الشأن، بأن الاجتماع المتوقع انعقاده الأسبوع المقبل سيضم كلاً من أثيل النجيفي، خميس الخنجر، جمال الكربولي، أحمد الجبوري، سليم الجبوري، وصالح المطلك. انتهى/خ.
اضف تعليق