بغداد – سوزان الشمري
ان ينمو الشعور بآلام الاخرين ومعاناتهم كفطرة بشرية نعمه يختص الله سبحانه وتعالى بها عبادة ويختارهم ليكونوا ملائكة رحمة يمكثون في الارض لتطال رحمته من خلالهم اناس طغت الظروف والاحداث بسوادها على ايامهم، فالشعور بمعاناة الآخرين جعل السيدة سهام جرجيس تتخلى عن عرش الجمال، والحياة المترفة لتتوسط خيم النازحين وبيوتات الطين للمعوزين والفقراء في العراق.
سهام جرجيس امرأة عراقية من العائلات المرموقة احتلت عرش ملكة الجمال في ستينيات القرن الماضي ، حاصلة على دكتوراه علوم إنسانية من الأكاديمية الملكية في بريطانيا، والفائزة بجائز القلب الذهبي للأعمال الإنسانية من بين 400 شخصية عالمية.
رغم حياتها المترفة خارج العراق، إلا أن ذلك لم يمنعها من الشعور الوطني والإنساني، بمعاناة النازحين من ابناء شعبها في مختلف المدن والمحافظات.
حصلت جرجيس مؤخرا على اكبر جائرة عالمية للأعمال الانسانية التي يمنحها حاكم دبي محمد بن زايد والمعروفة بجائرة "صناع الامل".
تقول جرجيس في حوار خاص مع وكالة النبأ للأخبار، انها وبعد عمليات النزوح التي شهدتها مدن العراق ابان هجمة تنظيم داعش الارهابي لما رأته في البلاد من مآسٍ لفئات مهمشة ونتائج التهجير والنزوح وضحايا الأعمال الإرهابية كان دافعاً لها لتعمل على تنظيم حملات للتبرع لمساعدة هذه الفئات ومن ضمنها الأيتام من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين بإعاقات شديدة.
وتضيف: ازور العراق بفترات متباينة عملي خارج العراق وداخله يتوزع بجمع التبرعات من الشخصيات الانسانية من أجل تزويد النازحين والمعدومين من الفقراء والمرضى باحتياجاتهم، كما انها وعبر عملها تكفلت بتهيئة عمليات جراحية لأطفال يعانون صحياً. وفي الغالب لا تتمكن عوائلهم من تحمل تكاليف العلاج. وهي تسعى إلى مساعدة الجميع.
تقول جرجيس بدأت العمل سنة 2007 بتوفير الملابس للفقراء والايتام وبعدها ازداد عملي ليشمل كل المحتاجين من ايتام ومرضى ومسنين ومعوقين ومهجرين وطلاب جامعات وبناء بيوت للأرامل وشراء وسائل للمساعدة في العيش الكريم في وقت تخلى عنها المسؤولين عن هذا البلد وشعبة من الطبقة السياسية الحاكمة.
ولم تكتف جرجيس بذلك بل تسعى الى مساعدة اليتامى بشكل أكبر ومساهمة فعالة في المجتمع حتى انطلقت لتشارك في مبادرة مبادرة (صناع الامل) والتي أطلقها محمد بن راشد الـ مكتوم حاكم دبي للارتقاء بالعمل الإنساني واختيار عدد من الفائزين، وهُنا كانت الصرخة الإنسانية بفوز الماجدة العراقية د. سهام جرجيس بجائزة صانع الأمل والتي مقدارها مليون درهم.
وتضيف واجهت الكثير من المعوقات وخاصة في ايصال المساعدات للمحتاجين اذ ان بعض السيطرات كانت تمنعنا من الوصول للمكان الموجود به المهجرين لكن بإصراري وتصميمي كنت اتجاوز تلك المعوقات.
جرجيس تطمح بعد فوزها بالجائزة لتأسيس مؤسسة فعالة تتسع لأكبر عدد ممكن من المشمولين برعايتها لكنها تتخوف من الاجراءات الحكومية العقيمة التي تربك تحقيق ذلك الحلم بأقرب فرصه.
وعن مؤسسة محمد بن زايد ضمن مبادرة صناع الامل تقول جرجيس ان انضمامها لهذه المؤسسة يحقق لها الثقل العالمي الذي يستقطب منح ومساعدات عالمية يمكن لإيصالها لمحتاجيها داخل العراق.
واكدت جرجيس وجود تعاون وتنسيق علمي وانساني مع الفائز الاول بالجائزة ضمن موسمها الاول هشام الذهبي حيث تم انشاء دار لرعاية المسنين في بغداد بمبلغ 25 الف دولار ومن المؤمل التعاون وبالعديد من المجالات لوجود هدف واحد هو الانسان العراقي.
اضف تعليق