بغداد ـ عمر عبد اللطيف
عد خبراء امنيون بان تحرير الموصل من سيطرة عصابات "داعش" زاد الوعي لدى مواطني المحافظة في التعامل مع اي تهديد ارهابي قادم، في حين اكدوا تواجد المجرم (ابو بكر البغدادي) في منطقة البعاج باتجاه البادية الشامية.
وقال الخبير بشؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي لوكالة النبأ للأخبار، "ان الموصل تحررت عسكرياً وازداد معها وعي المواطن الموصلي في التعامل مع اي تهديد قادم للفكر الارهابي، بحيث اصبحت لديهم قدرة على تشخيص السلوكيات والافكار المتطرفة"، مبيناً بان عمليات التحرير كانت انجازاً عظيماً لكن كانت كلفته كبيرة بسقوط عدد كبير من الشهداء من ابناء القوات الامنية او المواطنين.
واضاف الهاشمي، ان النصر العسكري يحتاج الى استدامة بملاحقة هذه الفلول في المناطق المفتوحة والقرى النائية واعادة مايعرف تعزيز الثقة بالهوية الوطنية العراقية التي تضررت كثيرا بظهور هذه الجماعات الارهابية، أضافة الى الاعتراف بالاخر كون الموصل مدينة فيها اكثر من مكون وديانة والاعتذار ممن وقع عليهم الضرر من الاقليات.
وبشان المكان الذي لجأ اليه المجرم البغدادي زعيم مايسمى بـ"داعش"، المح الهاشمي ان اعترافات معظم من القي القبض عليهم والمقربين منه اضافة الى التقارير الاستخبارية العراقية او الاجنبية تؤكد انه يتنقل في المنطقة الحدودية بغرب العراق في منطقة البعاج باتجاه مناطق الهجين او البادية الشامية كما تؤكده معظم المؤشرات وعناصره التي التقت به في تموز من العام الماضي هناك قبل ان يلقى القبض عليهم من قبل عناصر المخابرات العراقية.
من جانبه قال الخبير الامني سعيد الجياشي، بأن دلالات تحرير الموصل كثيرة ابتداءاً من طريقة العمليات العسكرية التي اعتمدتها قيادة العمليات المشتركة اضافة الى زخم عصابات "داعش" وتمرسها داخل المدينة واعلانها عاصمة لخلافتهم المزعومة، مبيناً بان هنالك الكثير من الدروس التي اشرت خلال مجريات عملية تحرير نينوى والتي ابهرت العالم في متابعتها.
واضاف الجياشي لوكالة النبأ للأخبار، ان اولى الدروس هو التعامل الانساني الذي تحلت به قواتنا طيلة العمليات، وقواعد الاشتباك الحاسمة، وتفاعل المواطنين واندماجهم وثقتهم العالية بقواتهم الامنية وتحملهم الضغط وظروف الاشتباك الصعبة من اجل الخلاص من عصابات "داعش"، اضافة الى ادارة ملف النزوح وحركة المواطنين في مناطق القتال الى المخيمات او مناطق الايواء المخصصة لهم.
وتابع بأن الموصل بدأ تحريرها في السابع عشر من تشرن الاول عام 2016 ليعلن تحريرها في العاشر من تموز من العام الماضي، بعد ان بدأت المعارك بمراحل متعددة، ابرزها الوحدات الادارية خارج مركز مدينة الموصل، والمدينة بضفتيها الايمن والايسر، ورغم بشاعة العصابات وقسوتها المعروفة لدى المواطنين ابدى ابناء المدينة بطولة وشجاعة وارادة عالية في التخلص من العصابات الارهابية، لتعود الموصل الى حضن الوطن وتعيش ظروف ومرحلة جديدة من اعادة البناء والاعمار في كل المرافق الخدمية سواء كانت طوعية او حكومية بالتعاون بين الحكومتين المركزية والمحلية والجهات الساندة من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، رغم تشكيك الغالبية بأن هنالك مجازفة في عملية تحريرها واستعداد عدد من الدول التي طالبت ان يكون لها دور في عملية التحرير الا ان القرار السياسي جاء عراقياً للحد من جميع التدخلات.
واوضح الجياشي، ان الجميع اعتقد ان نمط الحياة السلبي السايكولوجي والاجتماعي الذي فرضته "داعش" على المواطنين سيستمر لمدة طويلة الا انهم اثبتوا خلاف ذلك باستعادة نمط الحياة والمجتمع الموصلي الى هويته الحقيقية ونمط الحياة المدني بعد زوال عناصر التاثير التي كانت عليه، والتفاعل المدني في عمليات التنظيف والتاهيل والتكافل الاجتماعي بين العوائل التي عادت الى مناطقها الاصلية كان رسالة اجتماعية كبيرة بان المجتمع بخير ويتشافى بسرعة من اثار "داعش" النفسية والاجتماعية.
والمح بأن الموصل تقترب من ان تحتفل بذكرى تحريرها الاولى وعودتها الى حضن الوطن وابناءها يرفلون بحياة كريمة يستحقونها وهناك جهد كبير لايزال مستمر لاعادة الموصل واعمارها وازالة اثار الدمار الذي لحقت بها.
ونبه الجياشي بأن المجرم ابراهيم السامرائي الملقب بـ"ابو بكر البغدادي" بعد ان دمرت داعش بقياداتها ورجالها وظهر زيف كذبه واداعاءاته بهروبه من مناطق القتال، وترك مقاتليه يلاقون مصيرهم المحتوم امام قواتنا الامنية البطلة، فلو كان قائدا عقائديا حقيقيا كما يدعي لما ترك المدينة ليختبئ كالجرذ في احدى الزوايا، مشيراً بان المعلومات اظهرت مغادرته خارج قاطعي العراق وسوريا الى وجهة غير معلومة الى الان.انتهى/س
اضف تعليق