تتعرض مناطق العراق الجنوبية والوسطى الى تدمير ممنهج منذ ايام سلطة النظام البعثي السابق, الامر الذي يزداد الان بعد ان قام تنظيم داعش الارهابي بقطع المياه عن تلك المناطق , والتسبب بفيضانات في اخرى.
وجاء هذا حسب تقرير اوردته شبكة "بي بي سي" , يتحدث عن المضاعفات السلبية التي تسبب بها تنظيم داعش الارهابي, على مناطق وسط وجنوب العراق الزراعية التي تحاول ان تتعافى مما اصابها بها نظام الرئيس السابق, حيث قام التنظيم بعد سيطرته على السدود الرئيسية في المناطق الشمالية العراقية, والتي تتحكم في دفق المياه لنهري دجلة والفرات من المنبع, بقطع المياه عن مناطق واسعة في وسط وجنوب العراق, متسببا بجفافها, وكذلك توجيه المياه نحو مناطق اخرى بغية اغراقها لمنع تقدم القوات الامنية العراقية فيها نحو معاقل التنظيم.
حيث شددت الشبكة على اهمية السيطرة على سدود المنابع في العراق, والتي تستخدم لأهداف استراتيجية خلال الصراع الحالي مع التنظيم الارهابي, واصفة ما قام به التنظيم بانه "حرب مياه" ضد البلاد, في الوقت الذي تتراجع فيه نسبة الاهتمام والادامة من الجانب الحكومي نحو هذه المناطق المهمة اجتماعيا واقتصاديا للعراق بسبب التقشف والعجز الحاصل في الموازنة وكذلك استشراء الفساد في المؤسسات المسؤولة عنها.
كما اكدت الشبكة, ان احد اكبر السلبيات التي جاءت بها حرب التنظيم المائية ضد العراق, هي تلف ما يزيد عن 50% من الاراضي الزراعية في الجنوب, خصوصا وان تلك المناطق تعاني اصلا من جفاف مستمر منذ سنوات بسبب الحر الشديد لفصل الصيف في البلاد, كما انها تسببت بفقدان الجزء الاكبر من الثروة الحيوانية والسمكية في ذات المناطق, دافعة بالعديد من قاطنيها الى النزوح نحو المدن والتجمعات السكانية الكبرى بحثا عن العمل, في الوقت الذي تعاني فيه تلك اصلا من استشراء للبطالة.
فيما اضافت الشبكة ايضا, ان الامر لم يقتصر على دمار الارض والحيوانات, وانما تعدى ذلك لإصابة السكان انفسهم, حيث تسبب قطع المياه في النهاية بظهور المياه الاسنة والملوثة, وهي التي بدورها كانت السبب الاساس لتفشي وباء الكوليرا في مناطق واسعة في البلاد.
يأتي هذا في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة العراقية, على ان السلبيات الحالية لم تأتي فقط بسبب ما قام به التنظيم الارهابي "داعش", وانما هي حصيلة لسنوات من خرق الحكومة التركية للقوانين العالمية لمشاركة المياه, ومصادرة حقوق العراق المائية بإقامتها السدود ومنعها تدفق المناسيب المتفق عليها عالميا من المرور خلال اراضيها نحو العراق, حيث اعدت حكومة بغداد ما حصل تكاثفا للأسباب السابقة, حسب ما اوردت الشبكة.
يذكر بان تقرير الشبكة قد اشار ايضا الى ان بعض الدراسات, قد اشارت, الى ان الجفاف الذي اصاب سوريا خلال السنوات السابقة كان سببا رئيسيا في تفشي الفقر بشكل اكبر, مؤديا في النهاية الى اعمال العنف والاضطرابات في عام 2011 التي قادت الى ظهور تنظيم داعش الارهابي وتوسع الحرب.
اضف تعليق