تفاقمت أزمة مياه الشرب في محافظة البصرة جنوبي العراق، اليوم الجمعة، بسبب التلوث الحاصل في مياه شط العرب وارتفاع نسب الملوحة فيه، فيما سجلت مستشفيات المحافظة 4 آلاف حالة تسمم، خلال الأيام الماضية.
وقال النائب عن البصرة فالح الخزعلي، في تصريحات صحفية، إن "أكثر من ثلاثة ملايين مواطن بصري يعيشون بلا ماء صالح للشرب، وهم يعيشون حالة إنسانية يرثى لها دون استجابة حكومية للنداءات والمناشدات".
وأضاف ان "الحكومة الاتحادية تتحمل مسؤولية ذلك؛ بسبب رفض منح المدينة حصتها من مبالغ البترودولار والمنافذ الحدودية".
ويعاني سكان البصرة، منذ أيام، من نقص حاد في مياه الشرب؛ نتيجة التلوث الحاصل وعدم كفاية محطات التحلية؛ ما تسبب بانتشار البكتيريا في عدة مناطق من المدينة، حيث بلغت الإصابات جرّاء ذلك 4 آلاف حالة تسمم، بحسب مسؤولين في المحافظة.
وبحسب مدير شعبة الرقابة الصحية في البصرة زكي عبدالسادة، فإن "أكثر من 100 محطة تحلية مياه تعمل في المحافظة، لكن عدد المحطات المجازة فعليًا يبلغ 27 فقط"، مضيفًا في تصريحات صحفية، أن "نسبة التلوث بمياه الشرب في المحافظة ارتفعت بشكل كبير جدًا، وبلغ التلوث الكيميائي بمياه الشرب 100%، والتلوث الجرثومي 50%".
بدورها، أكدت مديرية ماء البصرة، أن "عملية ضخ مادة الكلور لمجمعات مياه الإسالة مستمرة على مدار الـ 24 ساعة؛ لغرض تعقيم المياه، مشيرةً إلى أن أسباب التلوث البكتيريلوجي في المياه تعود إلى التجاوز الحاصل على شبكات الأنابيب، الناقلة للمياه الخام إلى مشاريع التصفية.
من جهته، كشف عضو مجلس محافظة البصرة جواد الإمارة، عن وجود جهات تنقل مياه الشرب إلى المواطنين بمركبات خاصة بـ "الصرف الصحي" وهو ما تسبب بحالات تسمم إضافية في بعض المناطق.
وأضاف في تصريح صحفي، أن "نزول المياه الثقيلة إلى شط العرب تسبب بتلوث كبير، فضلًا عن دمج مياه الآبار التي تحتوي على مواد كبريتية بمواد التعقيم والكبريت فتتكون مواد سامة".
وتأتي تلك الأزمة في ظل التظاهرات التي تشهدها المدينة بين الحين والآخر؛ احتجاجًا على تردي الخدمات وانعدام فرص العمل، وغياب مقومات الحياة الأساسية.
وأمس أول أيام العيد عند المسلمين الشيعة، أدى متظاهرو البصرة صلاة العيد في ساحة الاعتصام وسط المدينة، وطالبوا الحكومتين المحلية والمركزية بتنفيذ وعودهم التي قطعوها سابقًا، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي تندلع كل جمعة في مختلف مدن الجنوب العراقي. انتهى/م.
اضف تعليق