عامر الشيباني
شاب العلاقات العراقية الايرانية بعض التوتر مؤخرا، من تبادل اتهامات متبادلة بين الطرفين، مما انعكس سلبا على مواطني الدولتين الجارتين التي تجمعهما عدة مشتركات من بينها الديانة والتأريخ الطويل والعادات والتقاليد والتبادل التجاري والصناعي وايضا السياحي.
ومع حلول شهر محرم الحرام وتوافد ملايين الزائرين من جميع انحاء العالم الاسلامي والغير اسلامي وبالخصوص من الجمهورية الاسلامية الايرانية، البعض يعتقد بأن الزيارة ستكون استعراضا للقدرات بين الجانبين لبعض الاطراف السياسية مما يفقد جوهر المناسبة ويعمل على زيادة الهوة بين الطرفين.
من جانبها حذرت الحكومة المحلية في كربلاء جميع الجهات السياسية وغيرها من استعمال الزيارات المليونية لأغراض شخصية عبر تصفية الحسابات على ارض المحافظة.
واوعد نائب محافظ كربلاء جاسم الفتلاوي في تصريح لمراسل النبأ للأخبار، "بمحاسبة كل من يعكر صفوة الزيارة وسيتخذ الاجراءات القانونية كافة"، مشددا على "انه سيطبق القانون وبشدة ".
وحذر الفتلاوي، بأنه لن يسمح لأي شخص كان مهما كانت صفته ومنصبه السياسي والحكومي من تعكير صفو الزيارة.
ولفت الى، ان "العراقيون ينظرون للزائرين بأنهم متساوون بعيدا عن الجنسية واللون والانتماء وهو زائر الامام الحسين وله نفس الاهتمام والترحاب".
وأمل الفتلاوي ان تسير الامور بشكل جيد، حيث شهدت الاعوام الماضية امانا كبيرا جدا ومرت الزيارات والوافدين الى كربلاء من مختلف المحافظات ومن جميع انحاء العالم وقد وصل الى كربلاء في السنة الفائتة ما يقارب 80 دولة ولم يشبها اي اعمال تخريبية وبالتالي نقلنا السمعة الطيبة عن كربلاء الى العالم بأسره".
و يعتقد الفتلاوي ان "زوار كربلاء لن يتعرضون الى مضايقات سواء كانت جنسيتهم ايرانية او غيرها".
من جهته توقع قائمقام مركز كربلاء حسين المنكوشي، ان "يكون هناك ما اسماه "الطابور الخامس" حاضرا بالزيارة مما يؤدي الى عملية عدم استقرار الوضع الامني في المحافظة، ما يتطلب من الجهات الحكومية اخذ الحيطة والحذر".
والعمل على ابلاغ الزوار الايرانيين الوافدين الى كربلاء مما يمثلونه من جهات رسمية وغيرها اليقظة والحذر من اعمال قد تقوم بها جهات مغرضة.
واوصى المنكوشي عبر وكالة النبأ للأخبار المواطنين "بحفظ قدسية مدينة كربلاء والزيارة وعدم جعلها تصفية حسابات والابتعاد عن المهاترات والمناكفات السياسية بين الاحزاب وابعاد الزيارة عن كل ما يحرفها عن مسارها المعهود.
واكد المنكوشي انه "سيعمل على اجراء حوارات مكثفة مع الجانب الايراني المتمثل بالقنصل في كربلاء بضرورة الاحترام المتبادل وعدم رفع شعارات معدية لكلا الجانبين".
وتابع "اجراء مباحثات مع الاطراف العراقية لتقريب وجهات النظر وجعل الزيارة هي خالصة للأمام الحسين عليه السلام وان تبتعد عن السياسة".
واشار قائمقام الى انه "الجهات الامنية ستحاسب كل الذين يحاولون ان يصطادوا بالماء العكر والعمل على انزال اقصى العقوبات بحقهم". مؤكدا سيكونون تحت طائلة القانون وعبرة لمن يعتبر".
اما الباحث بالشؤون السياسية رزاق حسن قال ان العلاقات العراقية الايرانية تخضع الى جملة من المصالح المشتركة التي تحدد مسار العلاقة، وما اصابها من توتر مؤخرا ما هو الا فتور مؤقت سرعان ما تعاد العلاقات الى اوجها بزوال المسبب.
واوضح حسن، ان التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي للبلدان وزيادة القلق واحد من اهم اسباب عدم الاستقرار مع الجيران مما يزيد من حدة المشاحنات الدبلوماسية وانعكاسها على الوضع الداخلي للبلدان ومن ثم علاقة المجتمعات المتجاورة ايضا.
وبحسب حسن، ان اعادة الوضع الى سابق عهده يحتاج نظرة ثاقبة من الطبقة السياسية في كيفية تعاطيها مع الامور واخذ زمام المبادرة في التهدئة والتروي قبل اتخاذ القرارات التي تتعلق بالوضع الدولي بدون ان تجرنا العاطفة الى ما نحمد عقباه.
وافرز حرق القنصلية الايرانية في البصرة ابان الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي ومعالجة ملوحة المياه، حجم التدخل الخارجي بشؤون العراق الداخلية ومدى تأثيره على الوضع الامني واستقراره، بحسب مراقبين.انتهى/س
اضف تعليق