انتقدت المرجعية الدينية العليا، بشدة ما وصفته بـ"الكذب السياسي وشراء الأصوات بالمال وتفشي الفساد".
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف ان "الانسان يحتاج للمجتمع والتعايش مع الآخرين ليتمكن من أداء وظيفته في الحياة وينشأ منها علاقات سياسية واقتصادية وفكرية وهذه العلائق ان لم تنظم وفق أسس اخلاقية فلن يتحقق المرجو منها".
وأكد ان "من دون تعاون البعض مع الآخر فان النزاعات والعداء والصراعات ستستود وتتحول حياة الانسان الى شقاء وتعاسة".
وأشار الى أننا "نعيش عصراً ينتشر فيه التضليل والكذب والخداع ومن أخطره الكذب الاعلامي والسياسي وينتشر الغش والتدليس والاستغلال وانعدام الامانة والاعتداء بالقتل والتهجير بين ابناء العشائر لاسباب تافهة وبين شراء الاصوات بالمال ويسود في طبقة شبابنا وشاباتنا حالات الاختلاط المنحرفة واقامة الاحتفالات بامكان عامة وبعض الممارسات غير المقبولة اخلاقية وبالعلن".
ولفت الشيخ الكربلائي، الى "غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل انقلبا ليكون الباطل حقاً والحق باطلاً وعندما لا نجد تحركاً فاعلاً وسريعاً لتدارك هذه المخاطر فان انتشار هذه الأمور تنذر بموت اخلاقي".
وتابع "نرى اليوم بلدنا تتقاذفه موجات الفساد المالي والاداري وسوء الادارة وتظهر ظواهر الفساد الاخلاقي بسبب سوء الاستغلال لمواقع التواصل الاجتماعي الذي يؤدي الى ان تنتشر هذه الامور ولا يجد المواطن الكثير من الاحيان الا ان يدفع المال لانجاز أموره ومعاملاته في دوائر الدولة".
كما أنتقد ممثل المرجعية العليا "عملية التعليم وهي المشكلة في مدارسنا وجامعاتنا التي لا ترافقها ولا يتزامن معها عملية الاهتمام بالعملية التربوية والاخلاقية" مبيناً ان "العناية بالعلوم الاكاديمية رغم انها مطلوبة ومهمة في تقدم المجتمع ولكن الخلل ان لا يتزامن مع هذا الاهتمام بالعملية التربوية".
وأكد الشيخ الكربلائي "إذا أراد كل شعب ان يتطور ويكون انسانياً لا بد ان يكون هناك تزامن في العملية الاكاديمية التخصيصة والاخلاقية والاهتمام بهما معا".
وأختتم خطبته بالقول ان "هذه الأمور الخطيرة التي أشرنا لها سلفا بتوفر الأسباب التي قد تؤدي الى انهيار اخلاقي وقيم المجتمع، تستدعي تحركاً مجتمعياً أولاً وحكومياً وإعلامياً واسعاً وفاعلاً وتحشيد كل الطاقات والإمكانات لحفظ قيم المجتمع العراقي الأصيلة وصيانته من الإنحرافات الاخلاقية التي تنذر بعواقب خطيرة حالية ومستقبلية".انتهى/س
اضف تعليق