انطلقت في مدينة سامراء المقدسة، أعمال إعادة تأهييل وتجديد مدرسة المجّدد آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي قدّس سرّه الشريف، قائد ثورة التبغ (التنباك) المعروفة.
وكان المجدّد الشيرازي قدّس سرّه الشريف قد بذل منذ انتقاله إلى مدينة سامراء جهوداً كبيرة لإيجاد مؤسسة دينية وعلمية، وكان لتشييد مدرسته الدينية أثر كبير في استعادة سامراء مكانتها العلمية والثقافية، فاستقطبت الكثير من العلماء والطلاّب الذين هاجروا من البلاد الإسلامية كافّة ليحضروا دروسه.
وقد تخرّج على يد المجدّد الشيرازي الكثير من أجلاّء العلماء وأفاضل الفقهاء وأهل التحقيق البالغين مرتبة الاجتهاد، ومن أبرز هؤلاء العلماء الأعلام الشيخ الميرزا محمّد تقي الشيرازي الحائري قدّس سرّه الشريف (قائد ثورة العشرين المجيدة بالعراق) الذي يعدّ من كبار العلماء وأعاظم المجتهدين، وكذلك السيد محمد الفشكاري الأصفهاني والشيخ أغا بزرك الطهراني وغيرهم.
وعاشت مدينة سامراء عصراً ذهبياً أثناء وجود المجدّد الشيرازي قدّس سرّه الشريف (1230 ـــــ 1312هـ) الذي يعدّ من كبار مراجع التقليد وعظام علماء الإمامية وأساتذة الفقه والأصول الذي وصلت إليه رئاسة المذهب الجعفري في عصره.
لكن بقيت المدرسة تواصل نشاطاتها ولم تخل سامراء في عهد المجدّد الشيرازي من الوافدين لطلب العلم من الكثير من البلدان وحتى بعد وفاته قدّس سرّه فقد حافظ تلاميذه على مدرسة أستاذهم وأبقوها متفاعلة ومتواصلة ومستمرة وهو ما كان يحرص عليه الإمام الشيرازي وذلك وفاء منهم لأستاذهم الراحل.
وبقي تلميذه من بعده الميرزا محمّد تقي الشيرازي قدّس سرّه الشريف الذي كان يعدّ من أبرز تلاميذه لأكثر من عقد ونصف من الزمن مواصلاً الدرس والبحث ومهمة الإفتاء وأصبح بعده مدرّساً لطلابه حتى احتلال سامراء من قبل القوات البريطانية عام (1917) وانتقال الميرزا محمّد تقي الشيرازي إلى كربلاء المقدسة.انتهى/س
اضف تعليق