بغداد – سوزان الشمري
اضطرت والدة الطالبة مريام في الصف الثالث الابتدائي إلى تأجيل السنة الدراسية لمريام والسبب صعوبة المنهج التدريسي الذي ادخل طفلتها في أزمة نفسية لعدم استيعابها المنهج التدريسي.
والدة مريام ليست الأولى التي أقدمت على هذه الخطوة، فقد سبقها ولي أمر طالبتن في ذات المدرسة التي نعتذر عن ذكر اسمها أكراماً لنقال المعلومة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه.
آذ يؤكد أولياء أمور الطلبة أن المناهج التعليمية باتت صعبة وطويلة ونظرية غالباً، ويتم تغييرها بشكل مفاجئ دون تدرج مما يشكل صدمة للطالب وولي أمره وأحياناً للمعلم نفسه.
ويعاني أولياء الأمور من مشكلة المناهج الدراسية خصوصا طلبة المدارس الابتدائية، آذ عدها بعضهم بالغير مناسبة لأعمارهم، فيما انتقد نواب برلمانيون تلك المناهج ووصفوها بـ(التدميرية) وليست تعليمية .
النائب عن تحالف سائرون رعد المكصوصي، اعتبر أن "إليه تغير المناهج الدراسية يتم من قبل أشخاص "غير متخصصين"، معتبرا ان تلك المناهج اليوم باتت تدميرية لا تعليمية كونها لا تتناسب مع عقلية الطالب والقدرة العقلية للتلاميذ".
المكصوصي أشار إلى أن "العشرات من الشكاوى وردت إلى مكتبه بخصوص صعوبة المناهج التي تدرس في المرحلة الابتدائية"، موضحا أن "قضية المناهج ستتم مناقشتها داخل مجلس النواب عقب تشكيل اللجان البرلمانية".
التربية من جانبها بررت أسباب تغير المناهج لمواكبة التطور الحاصل في الدول المجاورة والعالم وإنها أعدت وفق خمس مهارات متدرجة هي (أتعلم ، أتأكد ، أتحدث ، احل ، أفكر) آذ أن الهدف من بعض الغموض بحسب الوزارة يأتي منه إثارة تفكير التلميذ وتنمية قدراته العقلية".
ألا أن تلك التبريرات لم تلقى لها مقبولية في الشارع العراقي، آذ اعتبر بعض أولياء الأمر أن تغير المناهج ليس فائدة علمية وإنما مرتبطة بمزاجيه الوزير النفسية أو عقائده الدينية.
يقول أمير جعفر أب لثلاثة طلاب كبيرهم في السادس الابتدائي وصغيرهم في الثالث الابتدائي إن "معظم المناهج وبالأخص العلمية منها معدة وفق بمعلومات لا تنفع قدرات الطفل في المرحلة الابتدائية، ومنها لا يستطيع استيعابها وستؤدي به إلى عدم تطوير مهاراته.
ولي أمر طالب أخر أشار بأن "تغير المنهاج لا علاقة له بتطوير مهارات الطلبة ،سيما وان البعض منها غير مفهوم بالأصل ،لافتا إلى أن تقلبات النظام السياسي في دورة انتخابية تفرز وزير جديد من طائفة معينة ومذهب معين الأمر الذي يتوقف على مزاجه تغير المناهج.
من جانبها تقول خديجة حسين ووليه أمر لطالبتين أن "المناهج التدريسية المتبعة تفوق صعوبتها مناهج المرحلة الإعدادية.
وأضافت لـ(النبأ للإخبار )، اجزم أن من اعد المناهج الدراسية للطلبة غير متخصصين وهو ممن تقلدوا المناصب بالواسطة وليس بالخبرات ،فمناهج الدراسة الابتدائية لا تناسب عقول الأطفال.
لافتاً إلى أن، معظم المناهج تغص بالأخطاء المطبعية والمعلومات المعرفية وتأتي على شكل لغز، فلا يوجد شيء واضح ومباشر، فمجرد التغيير في الصيغة لا يتمكن الأطفال من الاستيعاب".
من جهته يشير محمد علي بأصابع الاتهام للوزير بوصفه بالغير الحال يندرج على واضعي المناهج، وكشف عن وجود مزايدات مالية كبيرة لإعداد المناهج لتباع للوزارة بمبالغ تفوق الخيال".
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ينتقد فيه مقدم احد البرامج الاجتماعية على إحدى الفضائيات، وضع موضوع حاصل الضرب الديكارتي في مادة الرياضيات للصف الثاني الابتدائي، وأكد أن أشخاصاً كبار لا يمكنهم حل مسالة في هذا الموضوع.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قد أعلنت مستهل الشهر الجاري، أن 6 ملايين لا يجيدون القراءة والكتابة من أصل 37 مليون عراقي الأمر الذي أكده الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط الاتحادية، اذ أعلن ان نسبة 8,3 من شباب العراق لايجيدون القراءة والكتابة.انتهى/س
اضف تعليق