إخلاص داود
العراق الذي يحتل المرتبة الخامسة من حيث الاحتياطيات النفطية المؤكدة على مستوى العالم، وذلك بامتلاكه 142.50 مليار برميل. والذي أدرج ضمن لائحة أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية بحسب ماذكره موقع "worldknowing-2017"، ومع تصريحات الحكومات المتعاقبة بأن التعليم هو في أعلى سُلَّم أولوياتها، ورغم المبالغ الطائلة التي خصصت لقطاع التربية لا توجد الى يومنا هذا حلول جذرية للمشاكل المتراكمة التي يواجهها التعليم ويتحمل اعبائها الطالب وظاهرة المدارس الطينية هي خير مثال على اهمال الحكومة.
حيث قدمت وزارة التربية احصائية عام 2011 بينت أن عدد مدارس الطين في العراق يبلغ أكثر من 1000 مدرسة تقع في أرياف أقضية ونواحي بعض المحافظات، تضم حوالي 15 ألف طالبا، ولم تقدم بعدها أي احصائية تشير الى تقليص العدد او القضاء على هذه الظاهرة، وهي مشكلة من مجموعة مشاكل تتمثل في المباني القديمة، والتي لم ترمم منذ سنوات طويلة والكثير منها آيل للسقوط.
وكذلك تعاني الكثير من المدارس من الاختناقات بسبب تكدس عشرات الطلبة في الصف الواحد؛ لعدم القدرة على بناء صفوف دراسية جديدة، مما جعل أكثر المدارس الموجودة تتبنى الدوام الثنائي والثلاثي، وتضاف إليها المشكلة التي يعاني منها الطلبة بداية كل عام دراسي جديد إلا وهي تأخر طباعة واستلام بعض المناهج الدراسية.
حلول ترقيعية تلجأ إليها أدارات المدارس
يرجع العراق الى العصر الحجري ويبني رحلات صب في كربلاء مثلما حصل بمدرسة الاستقامة، هذا مانشره احد اعضاء مجموعة الملتقى التربوي في محافظة كربلاء على الفيسبوك مرفقة بصورة لطلاب المدرسة وهم جالسين على رحلات قد بنيت من الطابوق والاسمنت، حيث ابدى المواطنين امتعاضهم بعدما تناقل الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووجهوا نقدا لاذعا محملين الحكومة المسؤولية الكاملة لهذه الاجراءات التي لم تفعلها افقر دول العالم.
والجدير بالذكر أن المدرسة أنشأتها الحكومةالمحلية في بداية الأمر من كرفانات ومسيجة بـ(BRC) في منطقة (فريحة). وبهذا الخصوص اوضح مدير مدرسة الاستقامة المزدوجة احمد عبد الخضر عبر اذاعة المحافظة في الساعة المخصص للتربية قائلا :"أن الحملة التطوعية التي تبنتها المدرسة لإنشاء قاعة كبيرة وصفين دراسيين مجهزات برحلات وسياج، بجهود ذاتية من قبل الملاك التعليمي للمدرسة وبمشاركة عدد من اولياء الامور والخيرين".
واوضح، ان مواد العمل شملت اضافة الصب والسيراميك والكاشي والسقوف الثانوية والتي استمر العمل ببنائها اكثر من اربعة اشهر.
مشيراً، الى ان هذه الحملة هي "جزء لا يتجزأ من الرسالة التربوية السامية، واشاعة روح العمل التطوعي الخيري من اجل توفير الاجواء المناسبة للطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد".
يشار الى، ان غلاء اسعار الرحلات المصنوعة من الخشب اجبرت ادارة المدرسة باستبدالها برحلات مصنوعة من الطابوق والسمنت لضعف الدعم المادي.
علما إن، بناء الصفوف جاء بإشراف المديرية العامة للتربية، وحضر حفل الافتتاح المشرف الاداري فريق حسن عبد علي المشرف الاداري والمشرف التربوي فراس موسى وعدد من التربويين. انتهى/خ.
اضف تعليق