محمد عماد/ بغداد

ارهاب جديد، يثير رعب العراقيين، حيث باتت الحوادث المرورية تشكل واحدة من أكبر المخاوف اليومية التي تهدد حياة المواطن لكثرتها وازدياد ضحاياها سنويا.

ويقول عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي لوكالة "النبأ" للاخبار، ان "الحوادث المرورية، دائما ما تكون بسبب السرعة الزائدة وكذلك عدم تركيز المواطن على الاشارات المرورية".

وبين المطلبي ان "مديرية المرور العامة، تتحمل ايضا جزء من الحوادث، بسبب تقصيرها في اصلاح واعمار بعض الاشارات المرورية، وكذلك تطبيقها اجراءات مشددة على من يقوم بقيادة السيارة بسرعة عالية، وفوق المعقول خصوصا في الشوارع الداخلية او السكنية".

من جانبها كشفت مديرية المرور العامة عن اسباب الحوادث المرورية، التي تقع في العاصمة بغداد واغلب المحافظات العراقية الاخرى.

وقال المتحدث باسم المديرية العميد عمار وليد لوكالة "النبأ" للاخبار، ان "الحادث المروري بصورة عامة له عدة اسباب اهمها الطريق، والظروف الجوية، والمركبة وشروط الكفاءة والأمان فيها، وأخيرا الخطأ البشري، واغلب الحوادث تكون بسبب الخطأ البشري".

وبين وليد اننا "بحاجة الى رادارات لضبط السرعة، والمشكلة الأكبر ان مديرية المرور غير مسؤولة عن تأثيث الطرق من حيث التخطيط وعلامات وإكساء وأجهزة تديم عمل المرور، وهذا عمل امانة بغداد ومجالس المحافظات".

واعلنت وزارة التخطيط، في احصائية اصدرتها في آب الماضي، مصرع ووفاة أكثر من 12 الف شخص بحوادث مرورية خلال 2015، فيما عدّت حوادث المرور "خطورة كبيرة" تضاهي عمليات "الإرهاب".

وأعلنت وزارة الصحة، في وقت سابق، أن عدد ضحايا الحوادث المرورية في البلاد بلغ نحو 100 ألف قتيل ومصاب خلال السنوات العشر الماضية.

وقال مدير برنامج رصد الإصابات الخارجيَّة في الوزارة، أحمد حسن أبو رغيف، في تصريح صحفي، تابعته وكالة "النبأ" للاخبار إن "الإحصائيَّات الأخيرة التي أجرتها وزارة الصحة عن الحوادث المروريَّة خلال الأعوام العشرة الماضية أظهرت وقوع 66 ألف حادث مروريّ، تسبَّبت بوفاة 22 ألفاً و952 شخصاً، فضلاً عن إصابة 79 ألفاً آخرين".

وعن الأسباب الرئيسية التي أدَّت إلى تصاعد ظاهرة الحوادث المروريَّة، أشار أبو رغيف إلى أن أبرزها رداءة الطرق، والسرعة الفائقة لبعض السائقين، وعدم التزام القوانين المروريَّة، وفقدان التركيز أثناء القيادة"، مبيّناً أن "إحصائية الإسعاف الفوري لعامي 2016 - 2017 في بغداد وحدها سجَّلت نقل 200 حالة إصابة شهرياً في حوادث الطرق إلى المستشفيات".

ووفقاً لتقارير سابقة أصدرتها منظَّمة الصحة العالميَّة، فإن العراق حلّ واحداً من أعلى دول العالم في عدد الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة.

وتحتل حوادث المرور على الطرق المرتبة التاسعة من بين الأسباب الرئيسة للوفاة وتمثل 2.2 % من مجموع الوفيات على الصعيد العالمي.

تعد حوادث الطرق السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عامًا، والسبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 عامًا.

يموت كل عام ما يقرب من 400000 شخص تحت سن الـ 25 نتيجة حوادث الطرق في العالم، ما يعني أكثر من 1000 شخص يوميًا.

أكثر من 90٪ من مجموع وفيات حوادث الطرق تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، التي لديها أقل من نصف عدد السيارات في العالم.

تبلغ الخسائر الناجمة عن حوادث الطرق 518 مليار دولار أمريكي على مستوى العالم، مما يكلف البلدان الفردية من 1-2٪ من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.

تكلف حوادث الطرق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تكلفة تصل إلى 65 مليار دولار أمريكي سنويًا، وهو ما يتجاوز المبلغ الإجمالي المقدم لهذه الدول في إطار المساعدة الإنمائية.

أسباب الحوادث المرورية عالميًّا

وعن أهم الأسباب التي تقف وراء حوادث الطرق، نشر موقع هافينغتون بوست العالمي في عام 2016 تقريرًا ضم أكثر 15سببًا لحوادث المرور، كان أهمها تشتت ذهن السائق أثناء القيادة نتيجة استخدامه للهاتف والأكل والحديث مع الركاب دون الانتباه للطريق. وأضاف التقرير أن شرب الكحول والقيادة المتهورة واستخدام الأضواء الخلفية الحمراء دون الحاجة لذلك، فضلًا عن القيادة الليلية والعيوب الميكانيكية في السيارة وعيوب الطريق من مطبات وغيره، إضافة إلى المخدرات وقيادة المراهقين للسيارات.

واصدرت مديرية المرور العامة، في حزيران 2018، توجيهات جديدة بشأن سرعة المركبات بالطرق الداخلية والخارجية تضمنت ضبط مخالفة قيادة المركبة بسرعة عالية، فيما توعدت بحجز المركبة المخالفة.انتهى/س

اضف تعليق