قال مسؤولون أمريكيون يوم السبت إن قوات خاصة أمريكية قتلت قياديا بارزا في تنظيم الدولة الإسلامية في غارة نفذتها في سوريا في حين يقاتل المتشددون للسيطرة على مدينة الرمادي العراقية ومدينة تدمر الأثرية السورية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أمر بتنفيذ الغارة التي نفذت ليلا وقتل فيها أبو سياف الذي ساعد في ادارة عمليات التنظيم المتعلقة بالشؤون المالية والنفط والغاز. وذكر مسؤولون أن زوجته اعتقلت في الغارة.
وهذه أول عملية معلنة لقوات خاصة أمريكية في سوريا منذ محاولتهم الفاشلة لإنقاذ رهائن أمريكيين في أيدي مسلحي الدولة الإسلامية الصيف الماضي. بحسب رويترز.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا في حملة عسكرية لدحر التنظيم المتشدد الذي أعلن قيام خلافة في سوريا والعراق.
وفي الرمادي قال قائمقام الرمادي وزعيم عشائري إن مسلحي الدولة الاسلامية انسحبوا من المجمع الحكومي الرئيسي يوم السبت بعد يوم من رفع التنظيم رايته السوداء على المبنى.
وأضاف المسؤولان أن ضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أجبرت المتشددين على الانسحاب تاركين المباني إما ملغومة أو تشتعل بها النار.
وإذا سقطت الرمادي فسوف تكون أول مدينة رئيسية تسقط في قبضة المتشددين منذ بدأت قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي صدهم العام الماضي.
وفي سوريا قاتل متشددو الدولة الإسلامية قوات الحكومة السورية لبسط السيطرة على مدينة تدمر الأثرية في هجوم أثار مخاوف بأن يلقى الموقع الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي نفس مصير الآثار التي دمرتها الدولة الإسلامية في شمال العراق.
وفي حين تعمل واشنطن عن كثب مع العراق في قتال الدولة الإسلامية استبعدت فكرة التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي تقول إنه فقد شرعيته ويجب أن يتنحى عن السلطة.
وقالت الولايات المتحدة إنها لم تبلغ الأسد مسبقا أو تنسق عملية القوات الخاصة مع مسؤولين في دمشق.
واستهدفت الغارة التي نفذتها قوات خاصة أمريكية منطقة العمر في شرق سوريا معقل الدولة الإسلامية الذي يربط الأراضي التي تسيطر عليها الجماعة المتشددة في سوريا والعراق.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر "أثناء سير العملية قتل أبو سياف خلال اشتباكه مع القوة الأمريكية."
ولم يصدر تعليق من دمشق على الفور.
وقال الأسد في فبراير شباط إنه أبلغ بالضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا من خلال أطراف ثالثة من بينها العراق الذي تربطه علاقات وثيقة بحكومته.
وقال مسؤول أمريكي إن القوات الخاصة الأمريكية قتلت نحو عشرة مقاتلين في الغارة التي نفذت أثناء الليل على خلاف الاعتماد على الضربات الجوية في استهداف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي وقت سابق نسب التلفزيون السوري الفضل للجيش السوري في تنفيذ الغارة وقال إن قوات الجيش قتلت 40 متشددا للدولة الإسلامية وما يسمى بوزير النفط في التنظيم المتشدد واعطت اسما بخلاف القيادي الذي أعلنت الولايات المتحدة مقتله.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا ويتابع الحرب من خلال شبكة مصادر على الأرض أن حوالي 19 من أعضاء الدولة الإسلامية قتلوا في ضربة جوية نفذتها القوات الأمريكية في المنطقة. وأضاف أن 12 من القتلى غير سوريين.
* "ماذا يفعل المجتمع الدولي؟"
وتمثل الدولة الإسلامية القوة المعارضة الأقوى في سوريا وشنت في الأشهر الأخيرة هجمات متكررة على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة وقوات المعارضة الأخرى خارج معاقلها في محافظتي دير الزور والرقة.
ولا يزال هجوم الدولة الإسلامية على مدينة تدمر هذا الأسبوع مستمرا. واستولى التنظيم المتشدد على مواقع تبعد من كيلومتر إلى كيلومترين عن المدينة التي تضم أطلالا كثيرة لأحد أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدولة الإسلامية حققوا مكاسب أخرى في مناطق حول المدينة في حين قال مصدر عسكري إن القتال مستمر لكن "على مسافة بعيدة" من المدينة وإن الجيش ارسل تعزيزات لتأمين المدينة.
وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار في سوريا "ما زال الوضع داخل المدينة بخير تحت سيطرة الحكومة بشكل قوي. المعارك ما زالت في مكانها في المناطق الشمالية الشرقية بعيدة حوالي 1-2 (كيلومتر) عن المدينة ... ونحن نترقب الوضع ونحن بحالة خوف ورعب لمجرد تصور سقوط المدينة بيد هؤلاء.. أنا أشعر بالرعب."
وأضاف عبد الكريم لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "نحن اليوم في اليوم الرابع أو الخامس ماذا ننتظر؟ هناك أرتال تتجمع وتهاجم. ماذا يفعل المجتمع الدولي؟ هل ننتظر البكاء والحزن كما فعل في شمال العراق؟"
وذكر المرصد أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على حقل للغاز إلى الشرق من تدمر وهو ما نفاه المصدر العسكري. وقال المصدر إن التنظيم المتشدد مستمر في هجومه لكن حدة القتال خفت.
وقال المرصد إن مقاتلي الدولة الإسلامية نفذوا عمليات إعدام جماعية في الشمال من تدمر. وأضاف أنهم أعدموا 23 شخصا الجمعة بينهم تسعة قصر وخمس نساء.
* قوات الأمن العراقية تحت الحصار
وفي الرمادي على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد قال قائمقام الرمادي وزعيم عشائري إن مسلحي الدولة الإسلامية انسحبوا من المباني بعد تلغيمها إذ أنهم اجبروا على التقهقر بسبب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة.
وهاجم المتشددون الرمادي اثناء الليل من الخميس إلى الجمعة واستخدموا ست سيارات ملغومة يقودها انتحاريون للوصول إلى وسط المدينة حيث يقع المجمع الحكومي الرئيسي للمحافظة.
وقال مصدر في الجيش إن مركزا لقيادة العمليات حوصر وتعرض لضربات بقذائف المورتر. وقالت مصادر أمنية إن عدد القوات المهاجمة تجاوز عدد قوات الأمن العراقية التي تدافع عن المدينة.
وقال شهود إن خطبة القيت باسم الدولة الإسلامية في المسجد الرئيسي في المدينة تعهدت بمعاقبة أي شخص يؤذي المسلمين.
وقال مصدر طبي إن سبعة أفراد من القوات المسلحة وعشرة مدنيين قتلوا منذ الجمعة.
وأذاعت الدولة الإسلامية تسجيلا صوتيا يوم الخميس نسبته لزعيمها أبو بكر البغدادي. وهذه أول رسالة للبغدادي منذ قالت تقارير إعلامية إنه اصيب هذا العام في العراق. وقال البعض إنه لم يعد يدير الجماعة وأشار آخرون إلى أنه قتل.
اضف تعليق