كتاب وفنانون يهددون بحرب خطيرة في حال تمرير حقيبة الثقافة من خارج الوسط
بغداد/ سوزان الشمري
هدد اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، بمقاطعة وزارة الثقافة ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ، أذا مرر مرشح الوزارة غير المعروف للمشهد الثقافي العراقي ،فيما شجبت نقابة الفنانين العراقيين، التصويت على الوزير الجديد ، معربة عن "غضبها" من التصويت على الكابينة الوزارية .
وتجمع أدباء ومثقفي العراق يوم أمس الجمعة شارع المتنبي ببغداد الذين أبدو رفضهم لأليه اختيار وزيراً للثقافة يمثلهم بطريقة عشوائية.
وأصدرت نقابة الفنانين بيان شديد اللهجة خاطبت فيه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ورؤساء وزعماء الكتل السياسية، وأعضاء مجلس النواب، "تابعنا بغضبٍ ما جرى يوم أمس من جلسة التصويت على الكابينة الوزارية المُقترحة".
وأضافت "وبعيداً عن ملاحظاتنا السياسية على ما جرى من ثغراتٍ، إلاّ أننا نسجّل في خطابنا هذا لكم، التفصيلة الأساسية التي استدعت كتابة هذا البيان، وتبيان الموقف الذي يمثل غالبية الوسط الثقافيّ العراقي، من ممثلين وكتّاب وفنانين".
وتابعت النقابة في بيانها الذي تلقت وكالة "النبأ للاخبار" نسخة منه "فوجئنا بطرح مرشّح لوزارة الثقافة العراقية، التي تمثّلنا، بشخصيّة لا نعرفها، وليس لها باعٌ في الثقافة العراقية، بل والأنكى من ذلك، أن يأتي ترشيح هذه الشخصية، مع احترامنا الكامل لذاتِها، في بلدٍ مثل العراق، لا يخلو أيّ مفصل فيه من عشرات المبدعين والإداريين الناجحين التكنوقراط، مستقلين كانوا أو متحزبين".
وفي هذا السياق يقول الكاتب والشاعر صلاح زنكنة انه" ومنذ تشكيل الحكومة الانتقالية في العراق والى يومنا هذا والثقافة العراقية تمر بمنعرجات ومفارقات عجيبة غريبة لافتا إلى أن " معظم الساسة الجدد في العراق يتطيرون من الثقافة فهي بحسب جشعهم وزارة تافهة كونها لا تدر الأموال".
وأضاف زنكنة لـ"النبأ للأخبار" لم أتفاجأ بالوزير الجديد الذي لا اعرفه ولا يعرفه احد في الوسط الثقافي ولا علاقة له بالثقافة لا من بعيد أو قريب ، فالأحزاب لا تعير أهمية لصوت المثقف ودوره في المجتمع".
وطالب زنكنه " المثقفين والمؤسسات المعنية بالثقافة، في الاتحاد العام للكتاب والأدباء، ونقابة الفنانين، والصحفيين، أن تقاطع هذه الوزارة ووزيرها الذي لا يمثل سوى نفسه وحزبه وكتلته".
وكانت نقابة الفانين قد حذرت في بيانها "الطبقة السياسية بمُجملها، بأنّ وزارة الثقافة لن تتعرض للإهانة مرةً ثانية، كما أُهينت في الدورات السابقة كلّها تقريباً، باختيار أشخاصٍ لا علاقة لهم بالثقافة العراقية، ولا يميّزون بين المسرح والفن التشكيلي حتى بل أنّ بعضهم، وإمعاناً بإهانة الثقافة العراقية، جعلوه يجمع الثقافة بوزارة الدفاع، وكأنّ الثقافة جزءٌ من العسكر، أو أن أدوات المثقف هي القلم والبندقية، كما كان يعبّر عنها الديكتاتور".
إلى ذلك اعتبر الفنان التشكيلي والصحفي فهد الصكر أن " الحكومات المتعاقبة على اختلافها أهملت وزارة الثقافة، وأبعدت صوت المثقف بشكل مقصود أو غير مقصود ، وما حصل في جلسة التصويت على الكابينة الوزارية الجديدة هو تجاهل مستمر لتك الوزارة المهمة ".
وتسائل الصكر عبر "النبأ للإخبار" عن جدوى استحصال ثقة البرلمان أما خسارة ثقة شريحة العراق المثقفة ووجه إبداعه وتمثيله الخارجي"
مطالبا :ًرئيس الوزراء بإعادة ترشيح شخصية مثقفة تكون مؤهله للمنصب ،فان الصمت الطويل للمثقف لن يستمر بحسب الصكر ".
هذا وقد حذر بيان نقابة الفنانين المتوافق لبيان أخر أصدره اتحاد الأدباء والكتاب ، الطبقة السياسية كلّها، في حال استمر التثبيت على اختيار مرشّح لوزارة الثقافة من خارج المنظومة الثقافية المعروفة المتعارض عليه فان هذه السنوات الأربع لن تمرّ بسلام، وسيجدون المعارضة اليومية، بل على مدار الساعة، ، وستكون كلّ أحاديث الإعلام، وأعمال الفنية، سينمائيّةً وتلفزيونيّة وتشكيليّة لتعرية هذا الخطأ المركزيّ، الذي لا يشير لشيء بقدر ما يشير الى اعتباطية القرار السياسي، وعدم احترامه للثقافة".
واعتبرت ان "اختيار الأشخاص غير المتخصصين، وغير الكفوئين، يكاد يكون السمة الغالبة لحكوماتنا المتعاقبة، الأمر الذي يستدعي منّا التعبير بغضب شديد، عمّا يحدث في أروقة السياسة، وأنّ زمناً يتم فيه إهانة وزارة الثقافة قد ولّى، ولن يتكرر هذا الأمر ثانية".
وقالت النقابة "نكرر تحذيرنا للطبقة السياسية، من أعلى شخصٍ في هرم الجهاز التنفيذي، وصولاً للسلطة التشريعية، وليس انتهاءً باللوبيات الضاغطة على الطبقة السياسية، في حال تكررت إهانة وزارة الثقافة بهذه الطريقة، وأن الوسط الثقافيّ غنيّ، وفيه ما لا يقل عن 500 شخصيّة بإمكانها تمثيل العراق، أكثر من شخصيات أخرى لا علاقة لها بالثقافة، ولا بالمثقف العراقي".
ولوحت النقابة في بيانها "نتمنى أن لا تضطرّ أصوات المثقفين العالية لسحب المعركة من ميدانها مع الجهل، لتكون المعركة مستمرة مع الطبقة السياسية، وإن كان المثقف العراقيّ أقليّة برأي السياسيين، فإنه من الأقلية الهائلة، ذات الصوت العالي، وهو أيضاً مَن يمثل العراق في الخارج والداخل، وهو مَن سيبقى بعد زوال الأحزاب". انتهى/ع
اضف تعليق